همسة غيورة

سعودية أعتز بديني ووطني .. وأدرك أن السماح بقيادة المرأة السعودية للسيارة حدث تاريخي كبير في بلادي المملكة العربية السعودية، ونقلة نوعية لم يسبق لها مثيلًا.
حدث تترقبه كل وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء منذ صدور القرار حتى دخل حيز التنفيذ .. الكل يترقّب ردة الفعل حول هذا الحدث .. ليروا ماذا ستصنع المراة السعودية !! .. و كيف ستكون ردة الفعل من رجال وشباب هذه البلاد الشامخة بدينها وقادتها ومجتمعها !!؟
وكل ذلك بغرض تتبُّع العثرات لتلك الفتاة المحتشمة .. والمرأة الوقور التي تعود العالم على حشمتها ووقارها وتفردت به دون غيرها، نحن اليوم كمجتمع سعودي مطالبين أن نظهر للعالم ما يتميز به بنات وأبناء مجتمعنا السعودي من رقي أخلاقي ، وفكر راقي ، قبل أن نظهر فن قيادة المركبة لدينا .. لنكون جميعًا محل ثقة بلادنا وقادتنا ..
مجتمعنا راقٍ وأبناءنا وبناتنا محل ثقتنا .. وندرك تمامًا أن هذا القرار لم يأتِ عبثًا بل يعد باب تيسير لبعض النساء في مجتمعنا لقضاء حوائجهن .. قرار يجب أن تستشعر معه المرأة السعودية عظم المسؤولية تجاه دينها وعقيدتها وبلادها ومجتمعها وأسرتها ، فالتحلي بالحشمة والحياء والحجاب والعفاف والتزام النظام يفوت الفرصة على من يسخر منا ومن بلادنا وقراراتها ، ويسد الطريق أمام من يترقب الزله علينا نحن نساء هذه البلاد ، التي حباها الله نعمة الاسلام ونعمة القادة ..
فقيادة المرأة للسيارة ليست مفاخرة ومباهاه ، بل حاجة واحتياج للبعض من أخواتنا وليس الجميع مُلزم بالقيادة .. ولذلك يجب أن تعي كل امرأة سعودية أن بلادنا وقادتنا لم يبخلوا علينا بشيء ، ولهم علينا أن نكون كما يجب أن تكون المرأة السعودية؛ فقيادة المركبة لا تعني التخلي عن الحجاب والحشمة ، ولا تعني أنه حق وأُعيد لأصحابه ، بل هو فضل من الله ثم من قادة هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- يقينًا منهم أن قيادة المركبة لن تؤثر على حياء وحشمة وحجاب بنت هذه البلاد الطاهرة .. بل فيه توسعه على من تحتاج لذلك في تسيير أمورها وأمور أسرتها .. فكم من أسرة تعيلهم وتلبي احتياجاتهم امرأة ، وكم من امرأة بهذا القرار فرجت لها المسألة .. الله وحده يعلم أحوال عباده ..
و هنا ثمة همسة أتوجه بها إلى اختي المرأة السعودية وقد وجدت الدعم والعون من قيادتنا الرشيدة: إن هذا القرار يراهن في الأساس على وعيك أيتها الغالية، وقدرتك على الاستفادة منه في ما يخدم المجتمع ، فالأمر ليس ترفًا نهايته عبثًا، وليس حرية تفضي إلى فوضى .. بل هو سد حاجة من تحتاج له ..
ومن هذا المنطلق علينا كسعوديات أن نبعث برسالة للعالم بأن المرأة السعودية مصانة ومحمية ولها مكانة، وليثبت أبناء هذه البلاد بأنهم رجال الصعاب والحمية .. وأن المرأة السعودية ما هي إلا أم أو زوجة أو أخت أو ابنة ومسؤليتهم عنها شرف وعزة ..
وختامًا أسأل الله أن يحفظنا من كل زيغ ، وأن نكون عند حسن ظن قادتنا ومجتمعنا ، وقبل ذلك كله على ما يرضي ربنا عز وجل.
دمتم ودامت بلادي بأمن وأمان.

نويفعة صالح الصحفي

رئيسة المجلس الاستشاري النسائي واللجنة الثقافية النسائية بمحافظة خليص ومشرفة العلوم الشرعية بمكتب تعليم خليص ورئيسة مركز فتاة غران.

مقالات سابقة للكاتب

13 تعليق على “همسة غيورة

ولد الطينة

مقال جميل به الكثير من الإعتدال في الطرح. كم كنت أتمنى سماع رأي الكاتبة قبل الأمر الملكي. هل ياترى سيكون بنفس الإعتدال.
أمر آخر لاحظت على الكاتبة وأستاذة العلوم الشرعية تكرار كلمتي الحجاب والحشمة أكثر من مرة وربطهما بقيادة المرأة للسيارة. لا أعلم مالرابط بينهما ! غير إني مقتنع أنها من ترسبات ماضي ماقبل الحزم

محمد الرايقي

كالعادة طرحك متزن وغير متشنج
ناقشتي قضية القيادة من عدة جوانب
وارفقتي مقالك ببعضاً من التوجيهات الدينية المُلزمة لمن رغبت في القيادة .
نشكرك أستاذه نويفعه الصحفي على تفاعلك مع حدث الأسبوع .

سعيد عنايةالله الصحفي

    احسنتِ  استاذة نويفعة طرحا وشرحا وتوضيحا. 
 المقال هو حديث الساعة. واعتقد انه
حديثا  سيطول الجدل حوله. وستشتد عواصفه وتياراته . لكنها لن تعيق سير المراكب مهما بلغ عنفوانها وحدتها .

  لانها تبحر في الاتجاه الصحيح وبقيادة سمو سيدي ولي العهد حفظه الله ورعاه.
وستظل رياح الخماسين تنسنس  كلما صدر قرار .او.  جدَّ  تنظيم   او خطونا  خطوة للأمام.
  لكنها. حتما. لن تؤثر  ولن يكن لها قيمة او اعتبار.   وستظل زوبعة في وسط فنجان. 
 المرأة السعودية. ستظل ذات وقار وحشمة  واقتدار. بإذن الله. قادة السيارة.  او الطيارة. او غاصت في اعماق البحار.
مثلما كانت على وقار وحشمة. عندما قادت  الجمل. والحصان. وشبيهه  الاصغر
 شكرا. استاذة. فأنت. صاحبة فكر ورأي ومبادرة.  بارك الله. فيك وسدد خطاك.

أبوعابد

سبحان مغير الأحوال
ومبدل الآراء
وبس …!

مهندس/ محمد عطالله الصحفي

تعودنا من ام سمير ربي يحفظها دوما ان تكون حاضره بقلمها الحر في كل المناسبات.
نعم إن القرار جرئ من القياده الرشيده وله مؤيدوه وله رافضوه.
والرافضون حجتهم درء المفاسد
فالاتزان والاعتدال مطلب لنا جميعا
فطالما لايوجد نص شرعي يمنع من قيادة المرءه للسياره سوى الخوف من الفتن درءا للمفاسد فباﻹمكان التحكم في ذلك ووضع الضوابط من عدة جوانب.
اولها/ الفتاه السعوديه وابنة البلد تربت على الامور الشرعيه والقيم والمبادئ وستكون ان شاءالله حريصه على عدم التخلي عنها فقط هن بحاجه للتوجيه
ثانيها/ دور الجهات الرسميه ومنها المرور بتطبيق النظام بحق كل المتجاوزين والمتهاونين بالانظمه
ثالثها/ دور المجتمع الداعم لهذا القرار فنحن كمجتمع اولى بان نقف لجوار بناتنا واخواتنا وزوجاتنا ونكون عونا لهم بتخطي المخاطر التي تحيط بهذا القرار ، لتجاوز هذه المرحله التاريخيه ونثبت للعالم باننا شعب واعي ومتحضر ومثقف.
وسنتجاوز هذه المرحله ان شاءالله بنجاح
مثلما تجاوزنا سابقا تعليم البنات بالمدارس والدش وجوال الكاميرا بمراحلها الاولى

ليلى الشيخ

مقال أنيق وكلام شديد التألق كما عودتنا استاذتنا الفاضلة وقد استوقفتني كلمة(( إن هذا القرار يراهن في الأساس على وعيك أيتها الغالية))
حقاً أصبتِ الهدف ، فعندما تعي الفتاة أن أمر القيادة ماهو إلا تغيير أماكن مابين المقعد الأيمن للمقعد الأيسر
مع وجود حجم من المسؤليات التي تلاحق القائدة ( مسؤلية اجتماعية ومسؤلية وطنية ودينيةووو )
حينها سيكون الأمر بسيط للغاية فلا أظن أن من جُبلت وتربت على الحشمة وهي في المقعد الأيمن ستتبرج في الأيسر والعكس صحيح
فالمسألة مؤطرة بالمباديء والتربية والقيم المتأصلة في سيدات هذا المجتمع .

فنحن لا نملك إلا أن نقف في هذا الأمر موقف المطيع لولاة الأمر ومافيه قضاء الحوائج وتيسير امور المسلمين
وجزاهم الله ألف خير عنا وعن جميع المسلمين
وكونه قرار فهذا لايعني أن التنفيذ اجباري للجميع.

مريم عمران

شكرا أ.نويفعه على مقالك الهادف الذي حمل في طياته رساله موجهه كالعادة ويأبى قلمك الا أن تكون له بصمه ….نفع الله بك ودمت بخير وهدى نساء المسلمين إلى ما يحب ويرضى .
ااتكالنا على الله فهو خير حافظ ..

مفلح الصاطي

صوت العقل والاعتدال بارز مهما صرخت أصوات نشاز ، قيادة المرأة حاجة واحتياج ، قيادة المرأة ليست مفاخرة أو مباهاة ، قيادة المرأة لا تلغي حشمتها واتزانها ، قيادة المرأة لا تعني الانحلال والخروج عن مسلمات العقيدة .

ليت من جن جنونه من الطرفين بقيادة المرأة أن يقرأ هذا المقال الذي أراه خارطة طريق لهكذا موضوع ؛ لأنه رسم خطا واضحا للجميع .

شكرا مفكرتنا على هذا الطرح الراقي الذي سيجد صداه عند كل من يعمل عقله وينظر بعين فاحصة لكل أمور المجتمع .

أقترح على رئاسة تحرير صحيفتنا الموقرة أن تفرد عمودا أسبوعيا للأستاذة نويفعة الصحفي تطالعنا فيه بمقال أسبوعي وأنا على يقين بأنه سيكون إضافة للصحيفة المتميزة .

ابواحمد

مقال رااائع من قلم راااائع بارك الله في انأمل خطته

سمو الذات .

بورك قلمك استاذه نويفعه صوت العقل والاعتدال .

غير معروف

الناس على دين ملوكهم

أحمد بن مهنا

رأينا حولنا العالم ، لهم أنظمة هم وضعوها يحترمونها ! واعلامهم يمجدها ويمجد من التزم بها ، فقدسوها ، وحققوا بها وعيا سلوكيا يناسب أنفسهم ، وتماشى مع رغباتهم . ونحن بنعمة الاسلام علينا كنا خير أمة ، نظامنا الله الذي أنزله علينا وارتضاه لنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم هو الشارع الذي فصله لنا وبينه وفيه سلامتنا الشاملة ، وليست القضية هنا قيادة المرأة للسيارة أو لا تقود .. إنما الأمر أكبر من ذلك ، وكما أشارت الكاتبة المرأة السعودية مسلمة قد كرمها الدين وصانها ، حتى الخروج كرهه لها حرصا عليها ( وقرن في بيوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى) فكم ستخرج القيادة من امرأة ! والقيادة سلاح ذو حدود وليس ذا حدين فقط أكثرها خطره على السائقة . والحذر والتنبه منها والحرص على نفسها حفظ منها لها ، شكرا للكاتبة التي يعجبني أن أسميها صوت المحافظة.

محمد مرحبي

‏تغير الرأي في المتغيرات منقبة لا مثلبة، وللشافعي الإمام قولان قديم وحديث!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *