29 مليار دولار حجم استثمارات المملكة في «الحوسبة السحابية»

بين خبراء دوليون في تقنية المعلومات أن الإنفاق على تقنية المعلومات في المنطقة قد يصل إلى 83 مليار دولار خلال العام 2016، يخصص منها نحو 35% من هذه الميزانيات للحوسبة السحابية أي ما يعادل 29 مليار دولار، مشيرين إلى أن المملكة من أوائل الدول العربية التي اهتمت بمفهوم الحوسبة وأن حجم الاستثمارات التقنية في السعودية يصل إلى 15 مليار ريال أي ما يعادل نصف حجم سوق التقنية في الشرق الأوسط. 
وأكد الدكتور حيدر فرحات مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في برنامج الأمم المتحدة لعرب آسيا (الاسكو) أن السعودية كانت من أوائل الدول العربية التي اهتمت بمفهوم الحوسبة الحسابية، وذلك لعدة أسباب منها الاستخدام الواسع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من قبل الأفراد والشركات، والتي في غالبيتها شركات عائلية، كما أن حجم المملكة الاقتصادي جعل منها سوقًا رائجًا لتقديم خدمات الحوسبة السحابية.
وبين فرحات أن الفوائد المرجوة من استخدام الحوسبة السحابية في المملكة تتمثل في توفير الكلفة وخاصة ما يتعلق بالبنية التحتية وتخطي البيروقراطيات والعقبات المختلفة التي تعترض طموحات الراغبين بالاعتماد على جرعات أكبر من الحوسبة لشخوصهم ولشركاتهم. 
وعن تحفظ بعض الجهات الحكومية والشركات الكبرى من إمكانية اختراق معلوماتي كبير لبياناته مما سوف يعرض الأمن الوطني للخطر عند استخدام الخدمات السحابية خاصة أن خودام الاستضافة موجودة في أمريكا وأوربا. 
وأكد فرحات أن بإمكان هذه الجهات الحكومية إنشاء سحابات وطنية داخل المملكة دون أن يكون لها أي امتدادات خارجية، متمنيًا ألا تعيق هذه المخاوف السعودية والدول العربية من استخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة، وأشار فرحات إلى أن من الأسئلة التي تطرح عادة عند التفكير عند الانتقال إلى الحوسبة السحابية موضوع أمن سرية البيانات، ويأتي هذا التخوف من أن صاحب البيانات لا يعرف أين توجد بياناته ومن يديرها. 
ويتفق المهندس أحمد الفيفي المدير الإقليمى في الشركة الألمانية SAP أحد مقدمي خدمة الحوسبة السحابية في العالم والسعودية، على عدم الإسراف في التخوف الأمني وإن كان هذا التخوف والتحفظ مبررًا ومقنعًا لدى بعض الجهات الحكومية بسبب وجود أجهزة الاستضافة خارج المملكة، لافتًا إلى أن هناك الآن شركات قامت بعمل الاستضافة داخل المملكة مثل موبيلي والاتصالات السعودية وساب وغيرها.
وأضاف الفيفي: أن أهم ما يميز خدمة الحوسبة السحابية هو ارتفاع سرعة البيانات أثناء التعامل معها إلى جانب توفير 80% من الوقت وهو بلا أدنى شك شيء مفيد جدًا للشركات والمؤسسات إلى جانب توفير التكلفة عليها، حيث لا تنظر الشركات لامتلاك هاردوير كبير وإلى وجود عدد كبير من موظفيIT بل كل ما تحتاجه هو اشتراك سنوي أو شهري في مستضيف البيانات وموظفي IT أقل من أجل التعامل مع البيانات، وأكد الفيفي أن نسبة نمو الحوسبة السحابية في المملكة وفي المنطقة تصل إلى 30% وهو رقم عالٍ رغم أنه بدأت في السعودية في أواخر 2011. 
أما نضال أبولطيف نائب رئيس شركة أفايا الأمريكية صاحبة جهاز الخدمات الحكومية الذكية الذاتية لحكومة دبي، قد أشار إلى أن الحوسبة السحابية تعد من أبرز التطورات والاتجاهات التي شهدها قطاع التقنية خلال السنوات الماضية الأخيرة، وهي من أهم التقنيات الحديثة المساعدة للوصول إلى الحكومة الذكية التي تعد هدفنا الرئيس للمملكة ولدول الخليج.
وبين أبولطيف أن الحوسبة السحابية أصبحت توجهًا دوليًا أمام الشركات التي تلجأ إلى ذلك لتخفيض الكلفة وتعزيز المرونة في العمل، ومعظم شركات العالمية تتسابق لتكون في طليعة الشركات التي تواكب هذا التوجه، وذلك عبر توفير حلول مراكز الاتصال والاتصالات الموحدة عبر السحاب، سواء على المستوى العالمي أو على مستوى دول الخليج أو حتى المملكة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *