تعود البعض على الزهد في الخير الذي عنده أكثر من شكر ما لديه من نِعم.
في حين لو أنّه قَدّرَ ما لديه من نِعم؛ لحصل على المزيد، لكنه في المقابل سيفقدها في حال استمرار عدم استشعارها.
إن الامتنان حب لله تعالى والثناء عليه والحمد على إنعامه علينا.
وهو اختبارٌ داخلي للرضا والاتساع في القلب، اتساعٌ ينشأ من الاعتراف بالنعم والخير والفضل.
ومن أجل ذلك، فإن الامتنان بصورته الأسمى ليس مجرد ممارسة لفظية، بل تعبير حي عن وعينا المتسع، وقلبنا الممتن وعقلنا الشاكر عند قراءة الآيتين الكريمتين:
”لئن شكرتكم لأزِيدنكم”.
”إِن اللهَ لذو فَضْلٍ عَلَى الناس”.
إنه من السهل أن نكون ممتنين عندما نستحسن ما يحدث في حياتنا، لكن ما الذي يحدث عندما تواجهنا ظروف مؤلمة أو صعاب عظيمة؟
إنّ المقصد الروحي للامتنان ليس أنْ نملك وعياً ممتناً. وهذا المقصد لن يكون له فائدة إذا كان شرطياً،حتى إذا ما عَكّرتْ الأحداث صفو أيامنا؛تناسينا النِعم التي نتقلب فيها كل يوم.
ومع هذا لا يعني الامتنان تجاهل الأوقات الصعبة أو ادعاء عدم وجودها، بل يساعدنا على وضع الأمور في منظورها الحقيقي.
إنّ الامتنان يتحسن بالممارسة،وتعمل هذه الممارسة المنتظمة على تدريب الذهن على مسح المشهد اليومي في حياتنا،والتركيز على الجانب المضيء منها.
فمع ضغوط الحياة التي نمر بها،نكون تحت تأثيرها وقد نشعر بالانهزام،وحينها غالباً ما تكون النِعم الصغيرة غير ملاحظة في غمرة انشغالنا بدوامة تلك الضغوط،ولكن عند إعطائها بعض الاهتمام؛ فإنها تتمدد في محيط يومنا وتتسع، وتخفف كثيراً من وطأة تلك الضغوط، حتى نتمكن من استعادة توازننا الذهني والنفسي من جديد.
من اليوم ..
جرِّب أن تمتن لكل النِعم التي لديك بدايةً من كونك إنساناً مسلماً.
امتنْ لصحتك، لأسرتك، لنجاحك، للحياة؛ وستشعر أن هناك ثمة سلام داخلي بدأ يسكن جوارحك.
سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
@solimanalbiladi
الحلقات السابقة من روشتة وعي