إنَّ من أفضل الأشياء التي تساعد الإنسان على تحسين حياته، أنْ يتواضع للناس، وألّا يُظهر معرفته وثقافته في كل حين.
تُتيح لك هذه الطريقة الفرصة لأن تقوم بممارسة شيء ما من المحتمل ألّا يكون مقبولاً عندك لأول وهلة.
وكما هو واضح من هذه الطريقة أنَّ فكرتها تكمن في أنْ تتخيل أن جميع من تعرفهم وتقابلهم هم على أفضل درجات المعرفة والاستنارة كحدٍ أعلى، وأنَّ جميع من تتعامل معهم سيعلمونك شيئاً ما كحدٍ أدنى.
فالسائق المتهور في الطريق قد وُجِدَ ليعلمك الصبر، والمراهق الطائش قد قُدِرَ لك أنْ يعلمك حسن التصرف والحفاظ على وقارك، والطالب المشاكس في الصف قد تتعلم منه ضبط النفس على نحو يساهم في إيصال رسالتك التربوية، والعامل البسيط في ثيابه الذي تصطف بجانبه في الصلاة قد جاء ليعلمك أنْ تقلل من اعتمادك على المظهر في حكمك على الأمور.
إنَّ مهمتك تتمثل في أنْ تحاول تحديد ما تتعلمه ممن حولك،ولو فعلتَ ذلك؛ فسيقل شعورك بالضيق والإحباط نتيجة لتصرفات الآخرين وعيوبهم.
إنّه غالباً بمجرد أنْ تكتشف ما يحاول أن يعلمه لك شخص آخر؛ سيكون بمقدورك حينها التحرر من ذلك الشعور الذي يُلوّنُ مزاجك بالكدر والضجر.
فلو كنت في مكتبٍ ما لإنهاء أوراقك الخاصة ولاحظت أنَّ الموظف يتصرف ببطء عن عمد، فالمعتاد أن تشعر بالضيق والغضب، ولكن مع تعلمك لهذه الطريقة الجديدة وغير المعهودة فسيكون تصرفك مغايراً لما تعودت عليه؛ فبدلاً من الشعور بالضيق ستسأل نفسك هذا السؤال:
ماذا يحاول هذا الموظف أن يعلمني؟
في هذا الموقف ربما عليك أن تتعلم التعاطف، فكم هو صعب أن تعمل في وظيفةٍ لا تحبها، أو ربما تتعلم المزيد من الصبر.
إنّك إذا شرعتَ في العمل على هذا النحو من التعامل في حياتك اليومية؛ ستنعم بالسلام والطمأنينة، فبدلاً من إشغال نفسك بِلَوم الآخرين، وإطلاق العنان لإصدار الأحكام والتصنيف على كل ما يمر بك، تنقلك هذه الطريقة إلى السعي إلى إصلاح نفسك وكل ما من شأنه صنع الإيجابية والتحسين في حياتك.
إنَّ كل ما عليك فعله هو تغيير مفهومك من : ” ماذا يفعلون ذلك؟” إلى: “ماذا يحاولون تعليمي؟”.
سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
@solimanalbiladi
الحلقات السابقة من روشتة وعي