“أنا المشكلة” في جامعة شقراء

لا تخلو الحياة من منغصاتٍ تكدر صفو أيامها، ومن مشكلاتٍ وأحداثٍ قد تعصف بذلك الهدوء الذي يرجوه المرء.
وأيّاً ما كان نوع هذه المشكلة التي يواجهها الإنسان، فإن أفضل طريقةٍ لتجاوزها أن يقول المرء لنفسه: “أنا المشكلة”.
فحالما ترى نفسك على أنك المشكلة تستطيع أن ترى نفسك على أنك الحل.
وهذا مايسمى بـ “الاستبصار” الذي قلَّما تجده عند الناس، فعند استخدام هذا الاستبصار يتبين لك أن طريقة تفكيرك وصورتك الذهنية وتوقعاتك كانت هي العائق الأكبر أمام تقدمك ونجاحك.
فعبر طريقة رؤية أنفسنا كضحايا لمشكلاتنا نفقد القدرة على حلها وأننا بذلك نطفئ إبداعاتنا عندما نقول: أن مصدر المشكلة موجود خارجنا.
ولكن بمجرد استخدامنا لطريقة الاستبصار “أنا المشكلة” تنتقل طاقة عظيمة من خارجنا إلى داخلنا، وعندها نستطيع أن نكون نحن الحل لتلك المشكلة.
فالشاب الذي تقدم لوظيفةٍ ما ولم يتم قبوله، إنه وفق ما تعود عليه الكثير من الناس سيبدأ في لوم تلك الجهة التي قدّم عليها، والتشكي سراً وعلانية، وينتهي به الحال إلى السؤال المعتاد: أين السعودة؟
في حين لو أنه أدرك أنَّ هناك ثمة قصور لديه وبدأ في تجويد معارفه ومهاراته وتطوير نفسه وعمل جاهداً في سبيل ذلك لكان خيراً له.
وحال هذا الشاب يذكرنا بحال ذلك الرجل الذي أخفق في مشروعه التجاري وذهب إلى إسقاط فشله إلى منافسة الأجانب واحتكارهم للسوق ولن يقف به الحال حتى يبدأ يهمس لخاصته ممن يثق بهم أنّ هناك أمراً ما يُحاك في الخفاء لإفشال مشروعه.
وهذا الرجل لو أنه تدبر أمره وتدارس مشروعه جيداً؛ لكان ذلك أدعى لإصلاح شأنه والعودة من جديد لتجارته ومباشرة عمله بهمةٍ ونشاط.
إنه من السهل على المرء ممارسة اللوم وإسقاط أسباب مشكلاته على عوامل خارجية من أناس أو أحداث، ولكن هذا الطريق السهل لا يسلكه إلا من لم يتعرف على مواهبه ومدى ما يتمتع به من قدرةٍ تُمكنه من حل مشكلاته بنفسه.
في حين نجد أن من امتلك وعياً ذاتياً اتسم بتحمل المسؤولية الكاملة عن حياته، ولم يكن في حاجةٍ إلى اللجوء إلى التذمر والسخط مما قد يمر به من أحداث.
ذلك الوعي الذاتي مَنَحه قدرةً جديدةً وصار حراً في حين أن غيره لا يزال قيد الأسر؛ نتيجة لطريقة تفكيره السلبية.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
Solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

12 تعليق على ““أنا المشكلة” في جامعة شقراء

كاتب حرف

نعم ونعم ما قلت أخي سليمان ولست في صدد إضافة فقد قمت فأقمت حدود الموضوع من وجهة نظر تحترم وبصيرة له خبرة في تجويد العمل وإجادة تصديره وجمل إيصال الفكرة بإعتقادي الشخصي.

ولكن عندي إشكالية نقد الأنا مع اختفاء شروط القبول
من الآخر _ ج شقراء _ فالإجابات الفضفاضة لا تقيم
جدارا يحمل سقف طموحات.

لم تنطبق عليك الشروط _

الإمكانات المتاحة تتطور مع الوقت ومع الاستعمال في
مجال التخصص لا تلمني إن لم تعطني فرصة ولو تحت التجربة وتحت الوصاية وإن حققت نسبة كبيرة من شروطك، فأنا استثمار وصناعة وطنية، فلا تحطمني على شواطئ بحرك فقد اجتزت البحر فخذ بيدي لليابسة.

مواطن واقعي

اخي الاستاذ سليمان لنفرض أني أقنعت نفسي بأني انا المشكلة ووجدت الحل لتلك المشكلة وأتبعت جميع خطوات الحل حتى وصلت الى النتيجة الصحيحة وبالبراهن والإثبات ولكن وجدت ذلك الحل ليس له مسؤول غيور على أبنه حتى يضع علامة صح وعبارة أشكرك على أجتهادك ومكافأتك بأنني أضعك في مكانك المناسب وتمكينك من خدمة بلدك بل وجدت المسؤول الذي يحبطك وكأنه يقول إجابتك صحيحة ولكن ليست بالطريقة التي أريدها فهناك وافد حلها بنفس طريقتي فهو الأجدر وأخيراً الكل له وجهة نظرلكن لطفاً بعقولنا لاتعاملوننا بمثالية ليس في واقعكم .

ابراهيم مهنا

أليس من الاستبصار السؤال ؟
أليس من الاستبصار عرض المشكلة على من هو أبصر ؟
أتفق معك أستاذ سليمان في أنه ينبغي أن نعالج المشكلة في ذواتنا أولا .
ولكن كثيرا ما نحتاج أن نستبصر ممن له دور في المشكلة أو يحتمل أن يكون له دور فيها أو له علم ودراية بدقائقها ؟
جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم (…….إنما شفاء العي السؤال )
فالسؤال استبصار ولا لوم على من سئل ولو كان سؤاله محرج فلابد من المربي أن يكون صادقا وايجابيا
لك كل التقدير استاذ سليمان فقد حركت التفكير بهذا المقال المهم

د. فهد الجامعي

اعتقد أخي سليمان لو استشعر المسؤول ثقل الأمانة لوجد الحل ؟ . سؤالي عندما يؤدي المسؤول القسم امام الملك على ماذا يقسم ؟ يقسم بان يكون مخلصاً لدينه ومليكه ووطنه – لنأخذ الحزئية الاخيرة ، فانت وضعت لخدمة وطنك وإخوانك من المواطنين ، وليس دونك الأبواب مؤصده – الشاب السعودي لو لم تنطبق عليه بعض الشروط – أقف معه كمسؤول لتطوير ما لديه من نقص، لإيماني ان ابن البلد هو من يبقى في النهاية .لا يولد الشخص عالماً ولكن يمكنه ان يتعلم وينمي مهاراته ليبدع .. ولكن في الواقع يصتدم ذلك الشباب بمسؤول لا يريد النجاح لإبن وطنه – لا زلت اتذكر مقولة لمستشار خادم الحرمين الشريفين الامير خالد الفيصل في مؤتمر الحج لعام ١٤٣٩ عندما ساله احد الصحفيين – هل سيتم معاقبة بعض حملات الحج المقصرة في ادائها تجاه الحجاج – فقال بحسه الوطني .. نحن لا نعاقب يا سيدي بقدر ما ناخذ بيد المقصر ليرتقي بعمله ونساعده ليتطور في مجال عمله .. هنا الفرق استاذي الغالي سليمان .. بين من يحفز وبين من يحطم !!!!

عواطف الثلابي.

اتفق معك جدا استاذ :سليمان في كل ما ذكرت،و على قدر النوايا تكون العطايا
لكن السؤال الأهم اين نضع من درس واجتهد ولم يجد فرصة في بناء وطنه ؟!
سواء الأجنبي او السعودي كلاهما لديهما مسؤوليات وأسر بكل صراحه ارحم الطرفين بشكل عادل، الذي يدين بالمحبه والولاء للوطن من الاجانب نرحب به ونشد على يديه وبلاد الحرمين موطن جميع المسلمين وهذا شيء راسخ .
لكن من خلال معرفتي ان ابن الوطن احق واجدر بالحصول على الفرصة الحقيقيه
لماذا لا ننظر إلى هذه الزاويه ببصيره وتأمل انسان اجتهد وكافح يريد ان يخدم وطنه وإخلاصه اقوى وأشد
نريد أن تفتح الأبواب لشبابنا وبناتنا لايعقل ان يسيطر على البلد عقول ستغادر إلى بلدها ،ويظل السعودي بلاخبرات
ولو يعملون جنبا إلى جنب بموجب عقد يحمي الحقوق الفكريه والأدبية سواء بالجامعات او اي مكان هذا أمر مريح للطرفين منها السعودي يعزز خبرته والاجنبي يرد معروف هذه البلاد الطيبه وعند مغادرة الاجنبي يظل المجال بجانبه الواسع لشبابنا بماحصلوا على من خبرة ودرايه ومعرفه..
نريد سعودة سلم الوظائف بكادر سعودي مميز وان لايبقى عاطل نريد حلول جذرية للبطاله ولو بنصف وظيفه المهم أن نستثمر شبابنا بماينفعهم هم عماد الوطن وشبابنا فيهم خير .وحتى الشباب والبنات اللي مؤهلاتهم بسيطه نطورهم ندربهم مانتركهم كلهم سواسيه هم صمام الأمان للحفاظ على مقدرات الوطن

سليمان مسلم البلادي

الفاضل/ كاتب حرف
شكراً لتعقيبك الكريم.
من البديهي أنْ توضح أي جهة شروط القبول على موقعها الخاص بها.

سليمان مسلم البلادي

الأخ الفاضل/ مواطن واقعي
جزيل الشكر لمرورك الكريم..
ومن منّا لا ينشد الواقعية والموضوعية في اجراءات القبول والمفاضلة.
وعلى من يريد الحصول على ذلك القبول؛فليُجَوّد منتجه ويعمل جاهداً على ذلك.
وفق الله الجميع لكل خير.

سليمان مسلم البلادي

الاستاذ الفاضل/إبراهيم مهنا
ممتن لتعقيبك الجميل.
بالفعل السؤال وطلب المشورة يساهم في سعي الإنسان نحو مبتغاه؛فمن شاور الناس شاركهم في عقولهم.

سليمان مسلم البلادي

دكتور فهد الجامعي
شكراً عاطراً لهذا الثراء الذهني.
كما نطالب المسؤول أنْ يستشعر ثقل الأمانة الملقاة على عاتقه،علينا أنْ نستشعر دورنا،ونشرع في أعمالنا التي تُسرّع في توجيه بوصلتنا نحو وجهتنا.

سليمان مسلم البلادي

الاستاذة عواطف الثلابي
عاطر التحايا لكريم مداخلتك.
السعودة مطلبٌ وطني،وعلى الشباب السعودي أن يتسلح بالمعارف والمهارات والاتجاهات القيمية اللازمة للدخول في سوق العمل والتي تُمكنه-إن شاء الله تعالى-من تَسَنّم أعلى المناصب.
وعليه أن يجعل هذين البيتين نصب عينيه:

‏لا تيأسنّ وإن طالتْ مطالبةٌ
‏إذا استعنتٓ بصبرٍ أن ترى فرجا
‏أخْلِقْ بذي الصبرِ أن يحظى بحاجتهِ
‏ومُدمنُ القرعِ للأبواب أن يلِجا

متعب الصعيدي

رائع ومبدع في طرحك أستاذي الفاضل
جميل جداً ما تحدثت عنه
ليتنا كلنا نشير بأصبح الاهتام لذواتنا عند الفشل بدلا من توجيه اللوم للآخرين
وهذه مشكلة مزمنة ومتأصلة في المجتمع نكاد نشاهدها كل يوم فكل شخص يرمي سبب فشله على غيره ولم نشاهد أبدا من يتهم نفسه بالتقصير أو التسبب فيما حدث له من فشل
شكراً لك على هذه المقالات النافعة المفيدة

سليمان مسلم البلادي

شكراً ا.متعب لتعقيبك الجميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *