إن أفضل سر مخبوء لك في العالم هو على الجانب الآخر من خوفك.
فقد يوجد هناك شيء آمن ومفيد لك.
فإذا مررت من خلال ستار من الخوف؛فستزيد من ثقتك في قدرتك على بناء حياتك.
يقول الجنرال “جورج باتون” :
“يقتل الخوفُ البشرَ أكثر من الموت”
فالموت يقتلنا مرةً واحدةً، وعادة لا نتوقعه، لكن الخوف يقتلنا باستمرار، برفق أحياناً وبوحشيةٍ أحياناً أخرى.
وإذا حاولنا تجنب مخاوفنا؛فستطاردنا كالوحوش الكاسرة.
إن أسوء مايمكن أن نفعله مع مخاوفنا هو إغلاق أعيننا والتظاهر بأنها غير موجودة.
لذا على الإنسان أن يتعامل مع الخوف والألم كإشارتين ليس لإغلاق أعيننا، بل لفتحها أكثر، فعندما نغلق أعيننا؛ننتهي في أظلم مناطق الراحة مدفونين أحياء.
إنه من الطبيعي أن توجد لدى أي إنسان أمورٌ يخشاها،وأشياء يخاف منها،وهذا في حد ذاته أمرٌ صحي.
لكن على المرء أن يعمل جاهداً على تجاوز ذلك الخوف ليس بالهروب منه، بل بالركض نحوه،والتعامل معه بطريقة فعّالة تُمكنه من التحرر من قيد ذلك الخوف.
ولتكن موضوعياً مع ذاتك في حوارك معها عن سؤالها عن أعمق مخاوفك،ولتكن الحكمة والرفق واللطف رفيقك في رحلة هذا السؤال الذي يسعى جاهداً في العثور على نور الإجابة في داخلك،ومن ثم اشرعْ في حوارك حول ذلك الأمر الذي تخافه وتخشاه:
– ما هو الأمر الذي تخافه بالتحديد؟
– لماذا تخاف منه ؟
– ماذا خسرت بسبب هذا الخوف؟
– ماذا ستكسب في حال تغلبك على هذا الخوف؟
إن النشوة التي نشعر بها عقب العبور من نفق الخوف هي أكثر إحساس محفز في الحياة.
فإذا كنت في وضعٍ نفسي غير جيد،لتبدأ،ولتبحث عن أمر تخافه،وقم به،وانظر ما الذي سيحدث؟
سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
Solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي