اعتبرْ كلمة ( لا ) سؤالًا !

إن إحدى أهم المشكلات الكبرى التي يواجهها الكثير من الناس بصفة عامة هي المعنى الذي يخلعونه على كلمة ( لا ) عندما تصدر من شخص آخر أو جهة ما.

إن كلمة ( لا ) بالنسبة للكثرين مطلقة نهائية، وتعبر عن الرفض، لكن يمكن لكلمة ( لا ) أن تعني أي شيء تريده؛ فلا تعتبر كلمة ( لا ) إجابة، اعتبرها سؤالاً، اجعل كلمة ( لا ) تعني لك السؤال التالي:

ألا تستطيع أن تكون مبدعاً أكثر من ذلك؟!

فمثلاً الشاب حديث التخرج من الجامعة الذي لم يوفق في الحصول على الوظيفة التي يطمح إليها، فنجده أنه كلما تقدم لطلب الوظيفة، تُجابه محاولاتة بكلمة ( لا ).. وهو الموقف التقليدي لأي جهة تشترط الخبرة، لكن الشاب يطرح سؤالاً منطقياً:

كيف يمكن أن يكون لديَّ خبرة إذا لم يوظفني أحد؟!

إن هذا الشاب إنْ اتخذ ( لا ) إجابة نهائية، فلن يحصل على الوظيفة، في حين لو أنه تفهم كلمة ( لا ) على أنها: ألا تستطيع أن تكون مبدعاً أكثر من ذلك؟ لتغيرت نظرته إلى الأمر وشرع في تأهيل نفسه وإعدادها الإعداد اللازم للحصول على تلك الوظيفة.

إنه من الافضل عندما تطلب شيئاً في حياتك العملية ويرفض أنْ تدرك أنَّ كلمة ( لا ) التي سمعتها هي في الحقيقة تحمل في مضمونها رسالةً مفادها: “ينبغي أن يكون لديك القدر الكافي من الجدارات الوظيفية للحصول على ما تريد”.

فلا تنظر إلى كلمة ( لا ) على أساس قيمتها الظاهرية، واجعل الرفض محفزاً لك على أن تكون أكثر إبداعاً، واجعل من كلمة ( لا ) حافزاً قوياً للتغير نحو الأفضل.

إنَّ كلمة ( لا ) ربما تكون اليد التي تأخذ بك نحو طريقٍ لم تعتد أن تسلكه، فهي تجعلك تسبر أعمق مشكلاتك المهنية، ومن ثم تبدأ في حلها.

عادةً الناجحون ينظرون إلى كلمة ( لا ) على أنها أعظم فرصة جاءتهم لإنماء شخصيتهم وتطوير أنفسهم، على عكس من ينظر إليها على أنها سوء حظ ، وأن تلك الوظيفة التي تم التقديم عليها لا يستحقها، فهو كأنما نظر إلى كلمة ( لا ) على أنها عثرات، فسيصعب عليه الحصول على ما يريد.

فعلى المرء أنْ يُجوّد معارفه ومهاراته، وأن يعكف على تطوير نفسه بدلاً من ممارسة اللوم والتشكي، حتى يتجاوز مضيق كلمة ( لا ) بسلام وهدوء.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

10 تعليق على “اعتبرْ كلمة ( لا ) سؤالًا !

متعب الصعيدي

أحسنت
لكن هل هذا ينطبق فقط على (لا) الوظيفة أم يندرج على جميع (اللاءات) ؟
مع خالص الشكر والامتنان

عبدالرحيم الصبحي - أبو أوس

من الجميل إهمال السلبية والتعامل مع الإيجابية فعلا تمثل لا للكثير حاجز إعاقة وقل من عمل على تجاوزها لا فض فوك أبا عمر وصفات تستحق المتابعة

عزه الرحيلي

كلمة (لا) ليست النهاية بل ربما كانت البداية .
البداية لتغيير مسار أو اتخاذ قرار
موضوع جميل 👍

محمد الصحفي

تفكير راقي يا مستشار
الله يعطيك ألف عافية

شوقية الانصاري

لا النافية الجافة الناهية الرافضة بصوت خفيف وهمزات رفيقة في لحظة تتحول فتصبح إلا تتولد في لحظتها الاصرار لمواصلة المشوار في الحياة ..هي ببساطة لغة احتراف وفن وقلّ للأسف من جعلها أمل من دون ألم …أبدعت استاذ سليمان في تفسير اللحظة لتصبح رحلة إيجابية بنقاء وشفافية ..

سليمان مسلم البلادي

ا.متعب الصعيدي.
شكراً على مرورك الكريم.
لا تشمل كل مناحي الحياة،ولا تنحصر في المجال الوظيفي.

سليمان مسلم البلادي

ا.عبدالرحيم الصبحي.
ممتن لتعقيبك الجميل.

سليمان مسلم البلادي

ا.عزة الرحيلي.
عاطر التحايا ووافر الشكر.

سليمان مسلم البلادي

ا.محمد الصحفي.
شكراً لكلماتك الطيبة.

سليمان مسلم البلادي

ا.شوقية الأنصاري.
كعادتك استاذتنا تقدمين لنا قراءةً واعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *