تحمَّل المسؤولية

لا تعد الأعذار مجرد كلمات تبرر أسباب الافتقار إلى النجاح في العديد من جوانب حياتك، فهي أيضاً تأخذ شكل صور أو رؤى تحملها معك، ومجموعة متسلسلة من الصور تراها معكوسة على شاشتك الداخلية.

وحتى تُجلي هذه الصور وتلك الرؤى، جَرِّبْ أن تطرح هذا السؤال على نفسك:
هل أنت مستعد لأن تتوقف عن الانجراف وراء أعذارك؟
إن الإجابة عن هذا السؤال تُبين إلى أي مدى تلوم الآخرين والظروف على منعك من بلوغ ما تصبو إليه من نجاح وسعادة وصحة.

لوم الآخرين على أوجه القصور لديك أو أية ظروف في حياتك؛ يمنعك من تحقيق قدرك الأسمى.

علينا أن ننظر إلى جميع تجاربنا باعتبارها هدايا ضرورية، حتى تلك الزاخرة بالألم والحزن، فكنْ مستعداً لتحمل مسؤولية كل جانب من جوانب حياتك كاملة، فأنت لم ترث صفاتك الشخصية من أي شخص في ماضيك، بل اخترتها بشكل متكرر، على الرغم من أنك ربما تكون غير مدرك للكيفيه التي قمت بها، أو سبب قيامك بها.

فإن كنت خجولاً، أو صاخباً، أو جباباً، أو حازماً، أو ودوداً، أو ناقماً، أو قاسياً، أو عدوانياً، تَعلّمْ أن تؤكد: هذا هو ما اخترته لنفسي حتى الآن، وبالمثل ذاته، إنْ وجدت نفسك واقعاً في براثن الديون، أو تئن تحت وطأه الفقر، أو تهدر حياتك في وظيفة غير مشبعة لنهمك، أو تعاني الأمرّين في علاقة غير مرضية، أو تتألم بسبب قرارات رئيسك في العمل، أو مهما كانت ظروف حياتك الحالية، عليك أن تسأل نفسك إنْ كنت مستعداً لأن تتحمل مسؤولية حياتك كاملة.

إنه من السهل أن تلقِ اللوم على أحدٍ، أو على أي شيء آخر. ولكنك حينما تختار حياةً خالية من الأعذار؛ فإنك بذلك تضع عجلة قيادة حياتك بين يديك مجدداً.
إن تحمل المسؤولية عادةً ما يبدو صعباً، ولكن ما يهون عليك أنّ كل شيء حدث في حياتك يحمل قدراً من القيمة مساوياً لتحملك مسؤولية وجوده.
فعلى أقل تقدير، كنْ مستعداً كما لو كنت لتتقبل طفلاً غير مرغوب فيه، وغير مرحب به، اضطررت لأن ترعاه في ظل ظروف غير متوقعة. فثمة شيء ما يمكنك تعلّمه من أية محنة، وكن مستعداً لأن تقول وبشكل مستمر:
“أحمدُ الله على التجارب التي خضتها، والأحداث التي مررت بها”.
ولتبحث عن الخير في جميع المواقف، وذكِّرْ نفسك بأنك لم تعد طفلاً، بل راشداً مدركاً مستعداً لتحمل المسؤولية.
ولتدرك جيداً أنّ الرجل غير الحكيم هو من يلوم الآخرين على أحواله السيئة، والرجل الذي بدأ يكتسب الحكمة هو من يلوم نفسه، والرجل الذي صار حكيماً بالفعل هو الذي لا يلوم الآخرين، ولا يلوم نفسه.
وأنت بدورك تصبح حكيماً بالفعل عندما تعيش حياةً خاليةً من الأعذار.
فلا بد لك أن تبدل اللوم باستعداد للنظر إلى كل شيء يحدث في حياتك واختيار هذه الطريقة الواعية:
“أنا من جذب كل هذا،ويسعدني أن أتحمل مسؤوليته كاملة”.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi

الحلقات السابقة من روشتة وعي

6 تعليق على “تحمَّل المسؤولية

أحمدبن مهنا

إعذار النفس ولوم الآخرين ومايحرص عليه بعضهم من إخلاء المسؤولية ، هو نفاق سلوك ، لكنه مع الذات ، ومتفشي كثيرا ، ويحتاج فعلا لمعالجة ، وهذه الروشتة من علاجه ! شكرا للكاتب المبدع أ. سليمان البلادي.

خبرة تربوية

تحمل المسئولية يجعلك عقلك أكثر هدوءا ويعطيك رؤية واضحة لأنه يهدئ من إنفعالاتك ويتيح لك فرصة التفكير الإيجابي البناء.

منشورات تتجدد وفكر نتعلم منه ولا نكتفي كما عهدناك
أستاذ/ سليمان نسأل الله لك التوفيق والسداد✍🏻

متعب الصعيدي

“الرجل غير الحكيم هو من يلوم الآخرين على أحواله السيئة”
وما أكثرهم يا أستاذ بل أكاد أقول أنهم كلهم كذلك إلا ما ندر
مقال رائع ورشوتة وعي كاملة الدسم
لا عدمناك

سليمان مسلم البلادي

ا.أحمد بن مهنا
وافر الود لجميل تعقيبك.

سليمان مسلم البلادي

ا.خبرة تربوية
عاطر التحايا لكريم مرورك.

سليمان مسلم البلادي

ا.متعب الصعيدي.
شكراً لنبلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *