الهدية بالداخل!

لكل مشكلة حل، وفي كل حلٍ ثمة مشكلة، ولا يمكنك أن تصل على أحدهما بدون الآخر، ومع ذلك نستمر في كُره مشكلاتنا، وركلها عن طريقنا دون البحث عن حل جذري لها.

في أعماقنا، حيث تحيا حكمتنا، نعلم يقيناً أن المشكلات جيدة لنا؛ فمع وجود تلك المشكلات في حياتنا،سنصبح أكثر اعتماداً على أنفسنا، وأكثر ثقة في عقولنا، وتنمو لدينا القدرة على مواجهة تحديات الحياة بصورة إيجابية فعّالة.
وبالتالي نغدو قدوات لأولادنا في التعامل الأمثل مع الحياة بكل مافيها من صعوبات وعراقيل.

إن الصورة الذهنية النمطية السلبية التي نحملها عن المشكلات تساهم بدرجة كبيرة إلى ميلنا إلى الهرب منها أكثر من حلها والتعامل معها بالتسويف، أو بأي طريقة تؤدي في النهاية إلى ذلك الهروب.

لقد شَوّهنا صورة المشكلات إلى درجة أنها أصبحت أشبه بالوحوش التي تهاجم حصون حياتنا، وتريد أن تفتك بجسد راحتنا.
المشكلات ببساطة هي ألعاب قاسية لرياضي العقول، والرياضيون الحقيقيون يمضون دائماً في طريق مواصلة اللعبة.

وحتى نرسل سفيرَ سلامٍ للتودد إلى مشكلاتنا والمصالحة معها، علينا النظر إلى أنّ وجود المشكلات في حياتنا، بمثابة جهاز مناداة ينادي حكمتنا وشجاعتنا.

إنّ إحدى أفضل الطرق للتعامل مع المشكلات هي روح اللعب، وهي الطريقة ذاتها التي تتعامل بها مع ألعابك الالكترونية، أو تحدٍ مع منافسٍ لك في لعبةٍ ما.

فعندما تكون أمام مشكلة تبدو لك بلا حل، عليك أن تسأل نفسك:
ما الطرق المُسلية لحل هذه المشكلة؟وماذا يمكن أن يكون حلاً مَرِحاً لها؟
وستجد أن هذا السؤال لا يفشل في أن يفتح أمامك سبلاً جديدة للتفكير.

إن كل مشكلة تحمل هديةً داخلها،ولكن علينا أن نفكر بالطريقة الإيجابية “الهدية بالداخل” أولاً،وإلا لن تظهر الهدية.
فإذا رأيت مشكلاتك على أنها لعنات؛ فسيكون العثور على التحفيز الذي تبحث عنه في حياتك صعباً، أما إذا تعلمت أن تحب الفرص التي تقدمها مشكلاتك إليك؛فستزداد طاقتك التحفيزية، وتبدع في إيجاد حل مشكلاتك بطريقة واعية.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

تعليق واحد على “الهدية بالداخل!

متعب الصعيدي

متألق ومتجدد في كل مقال مستشارنا الكبير
نعم كما ذكرت في داخل كل مشكلة هدية
المشاكل تجعلنا أقوى وأصلب عوداً وتكسبنا خبرة تساعدنا على تجاوز العقبات
لكن الملاحظ الآن أننا نقف سد بين المشاكل الحياتية وبين أبنائنا ففي كل مرة تواجهم مشكلة نهب لحلها وتذليلها فلا يشعرون بها ولا يتفاعلون بها. طبعا ذلك بدافع عاطفي ولكن له أضرار جانبية تنعكس سلباً على شخصياتهم في المستقبل.
روشتة وعي مهمة لكل أب وأم ولكل مرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *