شهر العسل الثاني!

الطريق للتقدم نحو هدفك لن يكون طريقاً مستقيماً، بل سيكون دائماً طريقاً وعراً، ستعلو ثم تهبط قليلاً، خطوتين إلى الأمام وواحدة إلى الخلف.
هناك إيقاع جيد في ذلك، فهو أشبه برقصة، فلا يوجد إيقاع في طريق الصعود المستمر.
ومع ذلك، يفقد الناس عزيمتهم عندما يتراجعون إلى الخلف بخطوةٍ بعد خطوتين لهم إلى الأمام، ويظنون أنّهم في فشل، وأنهم قد خسروا. ولكنهم لم يدركوا ذلك.
فهذه مجرد خطوة من خطوات التقدم الطبيعية.
وحالما تعي هذا الإيقاع، يمكنك أن تعمل وفقه بدلاً من الوقوف ضده، ويمكنك أن تضع ضمن خطتك تلك الخطوة إلى الخلف.
إن من أهم خصائص المتفائلين العنيدين، ومن أكثرها أهمية أن المتفائلين يخططون دائماً لاستئناف نشاطهم، حيث أنهم يعرفون مقدماً أن طاقتهم سوف تنفد .
فمن قوانين الفيزياء الطبيعية، أن كل الأنظمة إذا لم تتم مراقبتها، فسوف تنتهي. وإذا لم يتم ضخ طاقة جديدة؛ فسوف تتفتت الشخصية.
في المقابل، نجد أن المتشائمين لا يريدون التخطيط لاستئناف نشاطهم؛ لأنهم لا يظنون أنه يجب أن تحدث أي عثرة.
المتشائمون يفكرون بطريقة “إما الكل وإما لا شيء”.
وهم يستاءون عندما لا يكون الوضع مثالياً، فيظنون أن الخطوة إلى الخلف تعني شيئاً سلبياً في المشروع بأكمله.
قد يقول متشائم: “لو كان الزواج جيداً،لما كنا بحاجة إلى إحياء رومانسيته مرة أخرى”.
صارفاًً عن ذهنه فكرة شهر العسل الثاني.
لكن المتفائل يعلم أنه سوف تكون هناك فترات صعود وهبوط، والمتفائل لا تخيفه فترات الهبوط ولا تثبط عزيمته تلك العثرات.
والإنسان الواعي يمكنه جدولة فترات عودته، ويمكنه النظر إلى التقويم وتخصيص فترات لاستعادة قوته وعافيته الذهنية واستئناف نشاطه.
فإذا وجدت نفسك تفكر في أنك أكبر سناً من أن تفعل شيئاً ما، فاعلم أنك تستمع الآن إلى الجانب المتشائم في داخلك. إنه ليس صوت الحقيقة، ويمكنك الرد عليه.
كما يمكنك أن تُذكّر هذا الصوت بكل الناس الذين بدأوا حياتهم مرةً بعد مرة في أي سن أرادوا.
فلا أحد يهتم بسنك إلا أنت، فالناس تهتم فقط بما تستطيع فعله وجعله حيز التنفيذ.
فلا تستمع إلى الصوت الذي داخلك الذي يتحدث عن سنك، وعن معدل ذكائك،وعن تاريخ حياتك، أو أي شيء قد يبطء خطواتك.
فيمكنك الآن أن تبدأ حياة عالية التحفيز بزيادة التحديات التي تعطيها لذهنك، وتنطلق نحو شهر عسلك الثاني.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

2 تعليق على “شهر العسل الثاني!

ابراهيم مهنا

شكرا كاتبنا المميز
ما أحوجنا لهذه الروح الشغوف في تحقيق الأهداف السامية وكلما سمت الأهداف احتاجت لسمو النفوس والاجراءات فمن كانت الجنة هدفه فليعلم أن طريقها حف بالمكاره وبقدر جلده وتصبره يصل
ومن كانت السعادة مطلبه فليعلم أن تقوى الله طريقها فلا ينشغل بالطرق الوهمية الآنية
ومن أراد حياة زوجية هانئة فليكن على نهج النبي صلى الله عليه وسلم فبه تكون كل الشهور عسلية
لك تقديري وشكري

سوسن الحليلي

ما أجمل الوعي الذي نجده في كتاباتك مما يبعث الامل والتفاؤل في النفس البشريه دمت ودامت كتاباتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *