لمن نُفَضفِض؟!

عندما تطفو المشكلات على السطح؛ فمن البديهي أن يُشغل عقلك بالتفكير بها على الدوام، ويُشغل كذلك في تخزين وتحليل المعلومات باستمرار من أجل تحديد أفضل سلسلة من الإجراءات.
لكن ما يحدث أنَّ عقلك يتعامل مع المعلومات التي تغذيه بها فحسب، أي ما رأيته سابقاً وما يحدث حالياً.
فطريقة تركيب عقولنا تسهل من عملية الالتزام بتسلسل واحد من الأفكار، وما إنْ تترك الأمر ليتم بهذه الصورة؛ حتى تعمل بذلك على تضييق أفق خياراتك بشكل كبير.
وليس هناك عجب من أن التحدث إلى شخص ما – عندما تشعر بالاضطراب أو الانفعال في موقف ما – أمرٌ يبعث في نفسك الراحة.
فالتحدث إلى شخص يهتم لمشاعرك ليس أمراً مفيداً فحسب، بل أنَّ الرؤى الجديدة تفتح أمامك المزيد من الآفاق لتستكشفها بنفسك.
فعندما تواجه موقفاً عصيباً، ولم تستطع أن تجد له حلاً جيداً بنفسك، ابحثْ عن شخص ما تثق بحكمته في معالجة المشكلات، وتشعر بالراحة معه، على ألّا يكون قد تأثر بالموقف عاطفياً.
واعتبرْ هذا الشخص بمثابة المعلم الحكيم الذي ينصت لما مررت به، وتفكر فيه، وتشعر به تجاه ذلك الموقف الشائك.
فوجهة نظر ذلك الحكيم سوف تساعدك على رؤية الأشياء على نحو مختلف، وتتيح أمامك المزيد من الخيارات.
لذا عليك أن تحرص على اختيار هذا الطرف الثالث بحكمة وعناية، وينبغي ألّا يكون لهذا الشخص أي فائدة في الموقف.
فكلما كان لمستشاريك شأنٌ شخصي في الموقف؛ كانت آراؤهم أكثر تأثراً بحاجاتهم ومشاعرهم.
فآراء الآخرين التي تتأثر بموقفك بشكلٍ مباشر؛ لن تؤدي إلّا إلى فساد الموقف، وجعله أكثر تعقيداً عليك.
وعليه؛ يمكنك تجنّب تلك الآراء مهما كان الثمن، ويمكنك أيضاً أن تتجنب استشارة شخص تعرف أنه – بمنتهى البساطة – يوافقك الرأي، فعلى الرغم من أن ما يقدمه من دعم يبدو أمراً محبباً، إلّا أن ذلك يعوقك عن إدراك الصورة الكاملة للموقف، خلاف الجلوس إلى شخص يعارض وجهة نظرك – كلياً أو جزئياً – فقد يضايقك مؤقتاً، لكنه سيتيح لك فرصةً أفضل لرؤية الأمور من وجهة نظر مختلفة.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *