تصنيف المشاعر

إنَّ طبيعة الإنسان تجعله يميل إلى تصنيف المشاعر إلى نوعين يتميزان بالسهولة والبساطة: المشاعر الجيدة، والمشاعر السيئة.
على سبيل المثال، يصنف الناس الشعور بالذنب تلقائياً في خانة المشاعر السيئة.
حيث لاتريد أن تشعر بهذا الشعور، وقد تلوم نفسك بشدة بسببه، وتفعل كل ما بوسعك حتى تتخلص منه.
وعلى نفس النحو، نطلق العنان للمشاعر الجيدة ، كالإثارة فنترك المشاعر تغمرنا، ونترك الطاقة التي تتولد منها تغزو أجسامنا.
والمشكلة في تصنيف مشاعرك على تلك الشاكلة هي أن الحكم على المشاعر بهذا الأسلوب يعوقك عن فهم ماتحس به، أما عندما تتيح لنفسك الفرصه لأن تتقبل شعوراً ما وتعيه وعياً كاملاً؛ يمكنك في ذلك الحين أن تتوصل إلى مايسبب الإحساس بهذا الشعور.
كما أن التوقف بشكل مؤقت عن الحكم عن المشاعر يتيح لها أن تستكمل تسلسلها وتتلاشى.
في حين أن إطلاق الأحكام على ما إذا كان ينبغي لك أن تحس بشعور ما، أو لاتحس به، فذلك لايؤدي إلا إلى تراكم المشاعر فوق بعضها؛ مما يعوق الشعور الأساسي عن الاستمرار في تسلسله المستمر.
لذا، عندما تشعر في المرة المقبلة بتنامي شعور ما،فانتبه إليه على الفور، وتوقف عن تصنيفه في إحدى خانتي المشاعر الجيدة أو السيئة، وذكّرْ نفسك بأن هذا الشعور يهدف إلى جذب انتباهك إلى أمر مهم في حياتك.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

6 تعليق على “تصنيف المشاعر

ابراهيم مهنا

مشاعرنا نتائج قناعتنا وأفكارنا لذا ربما لانحسن تصنيفها كما يجب لأن مانقتنع به ونعتقده ربما يخالف مايجب
فما بني على خطأ فهو خطأ
لذا تجد كثيرا منا إن لم يكن كلنا يشعر بنجاحه في حياته
ويرى الحق معه وله ويعيش هذه المشاعر .
ويضع قناعاته وأفكاره معيارا للحكم على الآخرين
أخي الأستاذ المميز سليمان البلادي لك تقديري

أحمدبن مهنا

هذه ليست مجرد مقالة !
إنما أشبه بأسهم عريضة بألوان عاكسة تشير إلى آفاق ، ولابد لكل من يبصر أن يلتفت معها ويعطي وقتا كافيا للبصر ليأخذ معه آخاه الأكبر البصيرة فينظران …
وسؤال ياسعادة المستشار : أي المشاعر أفضل ؟ التي نبني عليها الأحكام ؟ أم التي تكون بسبب الأحكام؟
وأي الناس أفضل مشاعرا ؟ الذين يطلقون لها العنان في بر وفضاء أم الذين يعترفون لها بالتأشيرة والإشارة ؟
وهل نحتاج لحكم وميزان للحكم على مشاعرنا أم أن مشاعرنا تحكم مشاعرنا ؟
تساؤلات تدفقت فتزاحمت في الفكر فزاحمت ماسبقها ، كلها جراء ماكتبت ، غفر الله لك ، ووفقك 💐

مواطن بسيط

اللي فهم شيء يفهمني :(

سليمان مسلم البلادي

أخي الاستاذ إبراهيم مهنا
عاطر الود ووافر الشكر لمرورك الأنيق.

سليمان مسلم البلادي

استاذنا القدير أحمد بن مهنا
لعلك بهذا الهطول للأسئلة تفتح آفاقاً رحبة في التفكر والتدبر.
ولعلها تأتينا بقبسٍ يضيء عتمة السؤال.

سليمان مسلم البلادي

الأخ/مواطن بسيط
المقال يتحدث عن تصنيف المشاعر والحكم عليها بالإيجابية أو السلبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *