إنَّ طبيعة الإنسان تجعله يميل إلى تصنيف المشاعر إلى نوعين يتميزان بالسهولة والبساطة: المشاعر الجيدة، والمشاعر السيئة.
على سبيل المثال، يصنف الناس الشعور بالذنب تلقائياً في خانة المشاعر السيئة.
حيث لاتريد أن تشعر بهذا الشعور، وقد تلوم نفسك بشدة بسببه، وتفعل كل ما بوسعك حتى تتخلص منه.
وعلى نفس النحو، نطلق العنان للمشاعر الجيدة ، كالإثارة فنترك المشاعر تغمرنا، ونترك الطاقة التي تتولد منها تغزو أجسامنا.
والمشكلة في تصنيف مشاعرك على تلك الشاكلة هي أن الحكم على المشاعر بهذا الأسلوب يعوقك عن فهم ماتحس به، أما عندما تتيح لنفسك الفرصه لأن تتقبل شعوراً ما وتعيه وعياً كاملاً؛ يمكنك في ذلك الحين أن تتوصل إلى مايسبب الإحساس بهذا الشعور.
كما أن التوقف بشكل مؤقت عن الحكم عن المشاعر يتيح لها أن تستكمل تسلسلها وتتلاشى.
في حين أن إطلاق الأحكام على ما إذا كان ينبغي لك أن تحس بشعور ما، أو لاتحس به، فذلك لايؤدي إلا إلى تراكم المشاعر فوق بعضها؛ مما يعوق الشعور الأساسي عن الاستمرار في تسلسله المستمر.
لذا، عندما تشعر في المرة المقبلة بتنامي شعور ما،فانتبه إليه على الفور، وتوقف عن تصنيفه في إحدى خانتي المشاعر الجيدة أو السيئة، وذكّرْ نفسك بأن هذا الشعور يهدف إلى جذب انتباهك إلى أمر مهم في حياتك.
سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي