أمي تقول لكم: ابتسموا!

عندما تبتسم وتضحك؛ فإن وجهك يرسل إشارات إلى العقل تفيد بأنك سعيد، حيث يستجيب عقلك استجابةً كاملة للأعصاب والعضلات الموجودة في وجهك لتحديد حالتك الشعورية.
ويرتبط هذا الأمر ارتباطاً وثيقاً بإدارة الذات لديك؛فعندما تنتابك فكرة محبطة أو مقلقة، حاولْ تطويع نفسك على الابتسام، فذلك يُبطل أثر الحالة النفسية السلبية.
وهذا الأمر يقلق الكثير منا، خاصةً إذا كان أحدنا في مهمة عمل، أو مقابلة جمهور ونحوه وانتابته تلك الفكرة السلبية؛ مما يؤدي إلى التأثير على مزاجه، ومن ثم أداء المهمة المكلف بها، أو استقبال الناس بصورةٍ حسنة.
ففي هذه الحالة ما عليك إلّا أنْ ترسم على وجهك ابتسامةً كبيرة، وسوف تعمل تلك الابتسامة على إقناع عقلك بالشعور بالحالة المزاجية التي تحتاجها في تلك اللحظة.
قام باحثون في فرنسا بقياس قوة الابتسامة، وذلك بإعداد مجموعتين من الأشخاص، تقوم كلاهما بقراءة نفس الصفحة من الرسوم الكاريكاتيرية من الجريدة، وتم التنبيه على أفراد المجموعة الأولى بوضع قلم الرصاص بين أسنانهم أثناء القراءة “مما يعمل على تنشيط العضلات المستخدمة في عملية الابتسام”.
فيما كان على المجموعة الثانية وضع قلم الرصاص بين شفاههم “مما يمنع تنشيط العضلات المستخدمة في عملية الابتسام”.
واتضح أنّ الأفراد في المجموعة الأولى قد وجدوا الرسومات الكرتونية أكثر إضحاكاً، وقضوا وقتاً أطول في القراءة عند مقارنتهم بأفراد المجموعة الثانية.
إنه بإمكانك أن تعتمد على الضحك والابتسام؛ لرفع حالتك المزاجية، وذلك عن طريق قراءة طرفة، أو مشاهدة أحد المقاطع التي تبعث على المرح.
وقد يبدو ذلك خياراً غريباً عندما تشعر بالإحباط والضجر، لكنه في نفس الوقت يُعدُّ أسلوباً مدهشاً؛للتغلب على المشاعر السلبية، وتصفية الذهن مما يعلق به من شوائب الكدر والضيق، وخاصةً إذا كانت حالتك المزاجية تعوق قدرتك على التحكم في الأمور، وتسيير أمور يومك بشكلٍ جيد.
إنّه من اللطيف لك أنْ تعلم بوجود مخرج أمامك عندما ترغب في أنْ تعلو وجهك الابتسامة، أو كما تقول أمي الغالية -حفظها الله تعالى-: ” يا ولدي،اطردْ الهمَّ بالأفراح”.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

3 تعليق على “أمي تقول لكم: ابتسموا!

عطرة الأسمري

مقال جميل و يستحق القراءة
بالتوفيق لكم

عطرة الأسمري

مقال جميل و يستحق القراءة
بالتوفيق لكم

سليمان مسلم البلادي

الاستاذة عطرة الأسمري.
شكراً لمرورك الأنيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *