الخيَال.. القوة المُهملة!

يمر دماغك بوقتٍ عصيب؛ ليميز بين ما تراه بعينك، وما تتصوره في عقلك.
في الواقع، فلقد أوضحت فحوصات الرنين المغناطيسي على أدمغة الأشخاص وقت رؤيتهم لغروب الشمس، أنها ظاهرياً لا تختلف عن الفحوصات التي أجريت على نفس المجموعة أثناء تخيلهم لغروب الشمس في عقولهم.
ففي كلتا الحالتين، تنشط نفس المواضع من الدماغ.
إنْ تصورت نفسك تدير مشاعرك وسلوكك بشكل فعال، فذلك أسلوب رائع لتمارس مهاراتك الجديده؛ حتى تصير عادة.
وحتى تقوم بهذا التصور، فيلزمك أن تكون بعيداً عن أي مصدر من مصادر التشويش الذهني، وموفراً لنفسك ذهناً صافياً؛ لأنك بحاجة لغمر نفسك تماماً في تلك المشاهد التي تدور في رأسك.
ومن أروع الأوقات التي يمكنك أن تمارس التصور فيها هو تلك الفترة التي تسبق ذهابك إلى الفراش ليلاً.
فكل إنسان لديه قوة عظيمة تكمن في خياله وتصوره.
لكن الكثير يزهد في تلك القوة؛ حتى تمسي قوةً مهملة وغير مستثمرة.
فما عليك فعله والقيام به، هو أن تتخيل نفسك تفعل وتقول كل ما هو صحيح في الموقف الذي أنت بصدد التفكير فيه، وتحتاج أن تتخذ فيه قراراً سليماً.
إن هذه الطريقة تبدو لأول وهله أمراً بسيطاً للغاية لدرجة أنها يستحيل أن تكون فعاله، لكن بالتدبر فيها؛تجد أنها تنطوي على كنز كبير من الآثار الفعالة.
لكن ما يجعل الكثير غير مكترث بجدوى وفعالية التخيل في تحقيق أهدافنا، أنّ النتائج قد تتأخر لبعض الوقت، وأنّ الكثير من الناس تطغى عليه سمة استعجال النتائج وقطف ثمار ما يعمل.
لذلك عليك توطين نفسك بأنك سوف تمضي وقتاً عصيباً لتجهز الممرات العصيبة اللازمة؛ لتجعل من المهارات الجديدة عادةً.
إنّ تصور نجاحك في أي أمر تريده يجعل من تلك الصعوبة أمراً يمكنك تجاوزه، والنفاذ إلى مبتغاك من خلال سؤالك لله تعالى العونَ والتوفيق، وتخيل ما تريد لا ما لا تريد، والشروع في اتخاذ الخطوات الكفيلة للوصول إلى ماتصبو إليه وتحلم به.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

2 تعليق على “الخيَال.. القوة المُهملة!

ابن بذال

مقال قيم اباعمر ان الخيال قوة مهملة وفعلا إذ استثمرت تلك الافكار واقل مافيها ان مخ الانسان ينشط بالفكرة الناجحة ويستيقظ صباحا وجسمه ايضا نشيط والعكس بالافكار المثبطة فيصبح متعب الجسم والهمة في إستئناف يوما جديدا آخر .
طاب يومك بكل سعادة استاذ سليمان وسلمت افكارك …

سليمان مسلم البلادي

ا.ابن بذال
عاطر التحايا ووافر الود لتعقيبك الجميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *