فن الإصغاء من المهارات الاجتماعيه، له أسس وقواعد إنْ تدربنا عليها نفوز بهذا الفن.
إن الإصغاء ليس مجرد سماع الآخر ،بل هو سماع فيه تركيز وتفاعل عقلي وجسدي.
فهو يتطلب منا إدراك وفهم وجهة نظر الآخر بقصد الدخول إلى عالمة، والاستفادة منه .
إن إصغاء الآخر لنا يُشعرنا بالثقة والاحترام والأهمية، ويقوي العلاقة بيننا وبينه.
إن الهدف من الإصغاء ليس حل مشكلة من نصغي إليه، أو تقديم مواساة له، بل هو إصغاء من أجل تحقيق حاجة الآخر إلى من يستمع إليه، ويفهمه ويحس به، فهو عطاءٌ من نوع آخر، وغالباً من يتصف الإصغاء للآخرين، تكون لديه قوة تأثير كبيرة على من حوله، ويتمتع بالذوق الاجتماعي الرفيع.
والمتأمل لحال كثير من مجالسنا يلحظ أنها تزدحم بعوائق الإصغاء، كمقاطعة المتحدث من أجل تقديم النصيحة، أو التعليق على كلامه، والتسرع في الحكم على مايقوله المتحدث، والميل إلى إصدار الأحكام المسبقة، فهو يستمع لا ليفهم مايقال، بل ليطرح حجة أقوى؛ لينتصر لنفسه، وكأنه في سباق محموم، وليس في حوار إنساني.
إن الكيفية التي تمكننا من الإصغاء للآخر تكمن في أننا نصغي لمعنى كلامه، ونبرة صوته، وحركات جسده، ولا نقاطعه إلا من أجل التوضيح الذي يبين مدى تركيزنا لما يرغب في ايصاله لنا، لا لتقديم نصائح أو حلول، ونبتعد عن كل مايشتت انتباهنا، كمطالعة الجوال ونحوه.
كما أنه من الأهمية الإصغاء للمشاعر والاعتراف بها كيفما كانت.
إن الإصغاء فنٌ إنساني يجعل عقولنا وقلوبنا أكثر ميلاً للصفاء والهدوء، وبالتالي يساعدنا على مد جسور الود نحو الآخرين، وتلمس جوانب الجمال فيهم.
سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي