من أهم قوانين النجاح في الحياة، قانون عدم المقاومة، ويقصد به: التخلي عن اللوم والرفض، وتقبل اللحظة الآنية والاستسلام للمشيئة الإلهية.
ويمكننا بدلًا من ذلك الرفض وتلك المقاومة أن نتقبل الواقع ولا نضيع طاقتنا وجهدنا في اتخاذ مواقف دفاعية وإقناع الآخرين بوجهة نظرنا، والتذمر من الأوضاع والظروف.
بل علينا أن نركز على من نريده من الحياة، كأهدافنا وما نرجوه من الصحة والنجاح والسعادة.
إنّ المقاومة تدفعنا إلى المزيد من الرفض، بينما الرضا والتقبل يدفعنا إلى المزيد من الرضا.
ولتطبيق قانون عدم المقاومة في حياتنا اليومية، علينا الالتزام بشروطه الثلاثة:
الشرط الأول: علينا أن نتقبل الظروف والأشياء كما هي، لا نرفض ولا نقاوم.
فتقبلنا للمواقف والأحداث، ومن ثم العمل من أجل التغيير والتخطيط للحل، يجعل جهدنا أقل ونتائجنا أكبر بإذن الله تعالى.
كذلك علينا أن نتقبل أنفسنا، وهذا التقبل يوجه طاقتنا نحو تعديل أفكارنا وتصرفاتنا بدل استهلاكها في رفض واقعنا ومقاومة الأمور التي لا تعجبنا؛فنخسر اللحظة الآنية ونبني لمستقبل أسوأ.
الشرط الثاني: علينا أن نتحمل مسؤولية أفكارنا ونوايانا وسلوكياتنا، ولا نسقط عيوبنا على أحد، فكلٍ منا كائن متفرد ومسؤوليته الأولى هي نفسه.
كذلك علينا الحذر من تعليقاتنا السلبية التي تعكس عالماً مليئاً بالمقاومة.
الشرط الثالث: علينا أن نتخلّى عن رغبتنا في إقناع الآخرين بوجهه نظرنا، فهدفنا ليس الانتصار على الآخر في موقف ما، بل فهمه والاستفاده من هذا الفهم.
فنحن لا نبحث عن قيمتنا الذاتية من الآخرين، بل إن قيمتنا الذاتيه تنبع من احترامنا لأنفسنا وثقتنا بها، فقيمتنا تنبع من عملنا الصالح، وتواصلنا مع ذواتنا العليا، وتقوى الله تعالى قبل ذلك كله.
إن قانون عدم المقاومه يساعدنا على تركيز انتباهنا على الأمور التي نرغب فيها، وعلى تقبل اللحظة الآنيه؛ فعندما نركز على ما نرغب فيه؛ فإن طاقتنا تكون مدفوعه بمشاعر الحب والنيه الايجابية؛ فيصبح المجهود قليلاً والنتيجة كبيرة بإذن الله تعالى.
سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي