إلى الستين .. أخطو

تشرق الشمس وتغيب  ، ويسفر النور ويرحل الظلام ، ويغدو الصيف ويروح الشتاء ،وتأتي إلى الدنيا طفلاً رضيعاً وتمضي بك الأيام سريعاً ، تتلوها الشهور ثم الأعوام ، وتتنقل بين الطفولة والشباب والرجولة حتى تبلغ الكهولة  .

أقف هنا مستبصراً لنفسي لا لغبرها ، فأنا عن الناس اليوم مشغول . يا أبا عبد الله ماذا قدمت بالأمس ؟ وماذا تفعل الآن ؟ وماذا ستقدم لغد ؟ ثلاثة أسئلة تذهل استفهاماتها العقل  ، وتهز كياني ، وتذهب النوم من عيني … الحسرات  تزفها من العين دمعات حين أتهيأ للإجابة عن السؤال الأول  ، وترتجف مفاصلي وأضرب كفاً بكف حينما أقترب من إجابة السؤال الثاني ويشخص بصري ويقف شعر رأسي وأنا أستعد للتخطيط للإجابة على الاستفهام الثالث . 

أبا عبد الله ها أنت تخطو إلى الستين ، وكلها أيام وليالي وشهور وأعوام صبحك سيسفر  ، وفجرك يشق الأفق وزادك قليل  ، والرحلة توشك أن تصل بك إلى مدرج الهبوط . 

وألتفت إلى الأصدقاء ومن على مقاعد الدراسة قد درسنا ، وفي طريق العمل قد سرنا فأراهم من الخير قد تزودوا ومن الزاد قد تهيأوا ، فمنهم من بجوار البيت العتيق قد سكنوا ومنهم من في دروب نفع الناس قد ضربوا ومنهم من لبيوت الله قد عمروا  ، ومنهم سحائب خير في بلاد الله قد نفعوا  .

ألتقط أنفاسي  ، يسقط القلم من يدي ، أكاد اسقط من مكتبي على الأرض ، أتحامل على نفسي  ، أقاوم ما يشبه الدوران ، أعاود التفكير ، أريد إجابة عن السؤال الأخير ، أجد في نفسي همة وقوة  تتحول إلى عزيمة ، تدفعني الروح وتأخذ بي نفس تواقة إلى لقاء ملك عظيم رحيم أحب ملاقاته برحمته ، ويحب ملاقاتي بطاعته وتشرأب نفسي إلى كسر الجمود وتحطيم القيود والمسير إلى علام الغيوب وكلتا يدي ملأى بخير عمل صالح مبرور  . 

أسير غير ملتفت إلى دنيا فانية ، وأيام خالية وساعات زائلة ، وبشر نفوسها بالأحقاد غير خاوية ، وقلوبها من الأدران غير صافية ، ولكن سوف أسير إلى الستين بخطى واثقة ، إلى ربها راغبة وبهمة أولي العزم محاكية . 

أطمح أن أسجل أرقاما عالية في اللحظات والساعات القادمة فكما قيل الخيل الأصيلة تأتي في الآخرة ، والخسارة ليس أن تأتي متأخرا ، العيب والخسارة الفادحة أن لا تأتي لا في الأولى ولا في الآخرة.

 

مقالات سابقة للكاتب

5 تعليق على “إلى الستين .. أخطو

شكيل

هذا شأنك
وهنا صحيفة غران الالكترونيه وليست مذكرات ابو عبدالله

بمكنك نقل موضوعك الي الساحة الحرة ليأخذ وضع التراصف مع مواضيع دلوعة ابوها والصريح والدكتور صهلولي والزميل حنيف

قبل لا تحذفني ،،،، تقبل نقدي بصدر رحب
والله نقدي المصلحة منه النهوض بهذه الصحيفة 
في كل الصحف هناك مقال يومي لرئيس التحرير واتحدي اي صحيفة في العالم ان يكون كاتب مقال الرئيس اليومي هو رئيس التحرير
اتمنى ان يكون هناك مقال يومي تحت زاوية رئيس التحرير يتناوب عليه اعضاء التحرير
ان كان يوجد فعلا اعضاء في رئاسة هذه الصحيفة
ويريحونك من هذا العناء 
الكتابة اليوميه محرقة لاي كاتب هاوي 

ابوعاصم

اخي الغالي اباعبدالله
وكأنك تتحدث عن مايدور بخاطري …
نعم أنا من جيلك ونحن جميعا نخطو باتجاه الستين (يالله حسن الخاتمة) مقال جميل وكلمات صادقة كم تمر على خاطري هذه الأسئلة . بورك في قلمك وإني لأرجو الله ان يبارك في جهودك غير الخافية وان يتقبلها منك خالصة .

مجدي الصحفي

شكرًا ابا عبدالله .. لأفض فوك .. مقال رائع

أجدت فأصبت ✋

محمد آبوفهد

الله يعطيك العافية وطولة العمر يا آبوعبدالله
أنت من الذين يعملون بصمت ولا يبحثون عن الشهرة زو حب الظهور
من يعرفك عن قرب يلمس هذه الصفات ويعلم عما تقوم به من مجهودات
كنت معجب بشخصيتك والان ازداد اعجابي بأسلوبك في الكتابة
أدعو لك بالتوفيق والله يكثر من امثالك

أبو جمان

مقال للتأمل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *