أساليب المراقبة الذاتية

من إعجازه سبحانه وتعالى أنْ خلق كل واحد منّا يختلف عن الآخر، كالبصمه متفرداً لا مثيل له. فكل منّا عالم قائمٌ بذاته، يتجسد الكون فيه، الخير والشر، والحياة والموت والحب والرحمة والأمان والألم والحاضر والمستقبل.
و لعل هذا الإعجاز يقود عقولنا نحو الفكرة الأساسية بمبدأ المراقبه الذاتية، وهي أننا مسؤولون عن أقوالنا وأفعالنا ومشاعرنا.
ولذا علينا أن نعي أنّ ما نقوله، أو نفكر فيه، أو نشعر به هو ما يؤذينا، أو يريحنا، وهو ما نحاسب عليه أمام الله وأمام أنفسنا.
وبالتالي نحن مسؤولون عن ردود أفعالنا تجاه الآخرين.
ولذلك من الأهميه أن نسلط الضوء على المساحات غير الواعية من أنفسنا؛ لنصبح أكثر وعياً بها.
والسؤال الجوهري الذي يصافح أذهاننا هو:
ما هي أساليب المراقبة الذاتية؟ وماذا نراقب؟ وماهي معيقات المراقبة؟ ومانتائج المراقبة؟
ولعلنا في هذه المقالة نسلط الضوء على أهم أساليب المراقبة الذاتية ونكمل إن شاء الله بقيه أجزاء السؤال الجوهري في المقالات القادمة.
يعتمد مبدأ المراقبة الذاتية على مجموعة من الأساليب التي باستعمالنا لها يمكننا التواصل مع ذاتنا الروحية؛ لنصل إلى الوعي بأننا كائنات روحيه تعيش تجربة بشرية.
إنه باستعمال هذه الأساليب، يمكن لنا أن نعيش حالات التوازن بين احتياجاتنا كبشر، والتزامات الحياة، وبين رغباتنا كأرواح متصلة بخالقها وتحتاج إلى السكينة والطمأنينة الداخلية.
إن أهم أساليب المراقبه الذاتية التي يمكن استعمالها كعاداتٍ يومية هي كالتالي:
-ممارسة أساليب التأمل والتفكر والتدبر والصمت.
-التفكير بطريقة إيجابية، ولندرك أن في عباءة كل حدثٍ ثمة شمس مشرقة.
-تحديد الغايات الكبرى في حياتنا.
-التواصل مع مشاعرنا السلبية على نحو فعَّال.
-الوعي بالقوة العظمى لما نقوله، أو نفكر به، وما نعلمه.
-لننتبه إلى أن أي مفردة تلي كلمة “أنا” هي بمثابة حكم علينا التسليم بصحته مع مرور الوقت وتراكم حضوره الذهني في عقولنا.
-اليقين بأن التوفيق بيد الله تعالى، وأن العلاقة بين ما نرغب الوصول إليه والوسائل التي نسلكها للوصول إلى الهدف ليست مباشرة، وإنما تمر عبر قنوات روحية ومادية علينا أن نقطعها محملين بزادي الدعاء وبذل الأسباب.
-علينا ألّا نأخذ الحياة بجدية شديدة، أو تساهل مفرط، وأن نتجاوز صغائر الأمور، وألَّا نرهق عقولنا بضجيج العلاقات مع الآخر.
-لنعش اللحظة، ونحن نملك اللحظة ونعيشها، وكلنا جوارحنا تردد مؤمنة:
اللَّهُمَّ لا تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ وَلا أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *