ثمانية أشياء تراقبها في حياتك!

في المقالة السابقة من هذه السلسلة “سلسلة المراقبة الذاتية” تناولنا أساليب المراقبة الذاتية، ونكمل في هذه المقالة الأمور التي يمكننا مراقبتها.
وهي ثمانية أشياء يمكن للإنسان مراقبتها في حياته.
أولاً: نراقب لغة أجسادنا:
يمكننا أن ننتبه للإشارات التي تصدر من أجسادنا.
فعبر هذه الإشارات، جسدنا يريد أن يقول لنا شيئاً، يريد أن يقول:
انتبه، فهناك شيء ليس على ما يرام تقوم به، أو تفكر به، أو أحاسيس سلبية غارقٌ فيها.
فعندما نراقب لغة أجسادنا ونعرف الخلل الموجود فيها، ونعود لمنظومة أفكارنا ومشاعرنا، ونُقيّم كل ذلك؛لنكتشف أين تقع المشكلة فينا، أو أن الخلل في أسلوب حياتنا؛ فنعمل على المعالجة البنّاءة.
ثانياً: نراقب عاداتنا:
عاداتنا التي اكتسبناها خلال مسيرة حياتنا، وهي السلوكيات التي تم تدعيمها باستمرار بفعل عامل التكرار المرتبط بمشاعر عاطفية وانفعالية.
فالفكرة الأساسية من مراقبة عاداتنا هي أن تلك العادات قد تتلاشى مع الوقت إنْ توقفنا عن تدعيمها.
لذلك علينا أن نراقب عاداتنا السلبية، أو التي تسبب لنا السعادة.
ثالثاً: نراقب أفكارنا وتوقعاتنا.
وتلك الأفكار هي التي تصنع قصة حياتنا. فكل ما نفكر به يؤثر على فيسولوجية أجسادنا.
وبالمراقبة الذاتية تصبح لدينا المرونة التي تسمح لنا بأن نعدل أو نغير من أفكارنا وتوقعاتنا، ونبحث عن الحلول في داخلنا؛ فنستوعب فكرة أن العالم الخارجي ما هو إلا انعكاس لعالمنا الداخلي، وأننا نرى العالم بمنظورنا.
رابعاً: نراقب ردود أفعالنا تجاه الآخرين:
فقد تميل إلى أن تكون متسرعاً أو شديد الحساسية من تصرفات الآخرين أو متقلب المزاج.
فردود أفعالنا عندما تميل إلى السلبية، وتبتعد عن الحكمة؛ فإنها تؤذينا وقد تسبب لنا المتاعب النفسية والجسمية مع مضي الوقت.
فنحن كبشر نستمد قوتنا من خلال تنقية تواصلنا مع خالقنا العظيم من جهة، ومن جهة أخرى نستمدها من تواصنا مع الآخرين، فالذي لا يجيد فن التواصل مع ذاته والآخرين لا يمكنه النجاح في عملية التواصل النقي مع الله.
خامساً: نراقب مشاعرنا وأحاسيسنا السلبية:
الخوف والألم والغيرة والغضب والإحباط والضيق كلها مشاعر سلبية علينا أن نتواصل معها، ثم نقترب منها، ونتفهم سبب وجودها؛ ونتمكن من الإحساس بالمشاعر الايجابية من بهجة وسعادة.
إنَّ التواصل مع مشاعرنا السلبية بالاستماع إليها من دون إصدار أحكام ومن دون مقاومة؛ لنفهم ماذا نريد، أو لنصحح الموقف.
فنحن عند مراقبتنا لمشاعرنا السلبية وتواصلنا معها؛نكون كمن يركب دراجة تميل يمنة ويسرة؛ لنصل إلى التوازن، إلى الوسط حيث السلام والأمان.
سادساً: نراقب اختياراتنا أو قراراتنا:
فالقرار الذي نتخذه في كل موقف يحدد طريقة حياتنا، ويحدد مدى نجاحنا أو فشلنا.
ونحن في كل موقف لدينا خيارات كثيرة، واعية، وبعضها غير واعية، أي نختارها تلقائياً بحكم العادة.
فعندما نراقب خياراتنا؛ فإننا نكون كمن يُسلط الضوء على المساحات غير الواعية في داخلنا؛ مما يؤدي إلى أن نكون أكثر ميلاً لتحمل مسؤولية اختياراتنا.
سابعاً: نراقب الصدف التي تصادقنا في حياتنا:
لأنها تحمل في طياتها رسالة، علينا إدراكها وقراءتها قراءة واعية.
وتلك القراءة الواعية تجعل من الصدف فرصاً للوعي بخططنا والوعي بأفكارنا.
ثامناً: نراقب كلماتنا:
فالكلمات أدوات مؤثرة ومحركة.
وإن ما نشعر به تجاه الأحداث يتشكّل من خلاله المعنى الذي يرتبط بذلك الحدث.
و حتى نُعبر عن ذلك المعنى؛ فإننا نستخدم الكلمات للتعبير عن تجاربنا التي مررنا بها.
فالكلمات التي نستخدمها لنصف بها تجربتنا هي نفسها تجربتنا بكل بساطة.
إنه عندما نراقب لغه جسدنا، وعاداتنا، وأفكارنا، وردود أفعالنا تجاه الآخرين، ومشاعرنا، واختياراتنا، والصدف التي نواجهها، وكلماتنا؛ نصل للوعي الذاتي الفسيح ونكتسب فهماً جديداً لذواتنا؛ فيصبح توجهنا الداخلي هو منبع إلهامنا وإبداعنا، فنحن من يقرر ويختار لنفسه، ويتحكم في أفكارنا وتوقعاته وردود أفعاله.
إنه عبر مراقبتك لتلك الثمانية الأشياء؛ يمكنك جعل “ريموت حياتك” في يدك وليس في يد غيرك!.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *