بعد أنْ تناولنا في المقالتين السابقتين أساليب المراقبة الذاتية، والأشياء التي من المفترض أن نراقبها في حياتنا، نكمل في هذه المقالة المعيقات التي تمنعنا من المراقبة الذاتية.
نميل لا شعورياً في كثير من الأحيان إلى أن ندافع عن أنفسنا ونحميها؛ خوفاً من أن نواجه نقاط ضعفنا أو أخطاءنا، أو خوفاً من أن نواجه حقيقة أنفسنا، وخوفاً من أن يكتشف الآخرون عيوبنا.
وغالباً نُغلّف أنفسنا بأقنعةٍ؛ لنبدو في عيون أنفسنا وعيون الآخرين بصورة جيدة ومقبولة.
وتُسمى تلك الأقنعة والطرق التي نستعملها للوصول إلى صور مقبولة لذواتنا بالحيل الدفاعية اللاشعورية.
وتهدف تلك الحيل إلى إعادة التوازن لنا ولو بأساليب مخادعة؛ لتساعدنا على إزالة التوتر الناتج عن الإحباطات والصراعات التي تهدد الأمان النفسي لنا.
وتعتبر تلك الحيل ميكانيزمات لاواعية تظهر تلقائياً في المواقف التي تهدد منظومتنا الفكرية المرتبطة بفكرتنا عن أنفسنا وفكرة الآخرين عنا.
وبسبب ظهورها التلقائي واستسلامنا لها؛تعمل كمعيقات تمنعنا من مراقبة أنفسنا ورؤية عيوبنا، وتمنعنا من الوعي بالمساحات غير المضاءة من عقولنا ومشاعرنا، وبالتالي قد تتحول إلى أدوات فشل تعيقنا عن مواجهة التحديات التي تواجهنا في حياتنا، وتمنعنا من الإحساس بالرضا والطمأنينة الداخلية والوعي بذواتنا الحقيقية.
لذلك يُعدُّ استخدامنا لأساليب مبدأ المراقبة الذاتية أمراً أساسياً من أجل تحويل الحيل اللاشعورية إلى دوافع تدفعنا إلى إزالة العقبات التي تمنعنا من التواصل السليم مع أنفسنا والآخرين، ومن ثم الوعي بما نقوله ونفكر به وبما يصدر عنا من تصرفات ومشاعر.
هذا الوعي الذي يُمكْنّا من التعرف على أهم تلك المعيقات والحيل، وكيفية التعامل الأمثل معها،وهي:
“الإسقاط، والتبرير، والإنكار، والكبت، والتعميم، والعدوانية، والانسحاب، واللوم”
إنَّ هذه القائمة من المعيقات يمكن لها أن تُمثل حاجزاً يحول بيننا وبين المراقبة الذاتية؛ بسبب أنها تعمل دون وعي منا؛ فتجعلنا بعيدين عن السكينة الداخلية.
إنَّ تلك المعيقات أساليب سلبية نحمي بها أنفسنا بطريقةٍ واهمة؛ فتبدد طاقتنا دون علمنا.
ولكن باستمرار المداومة على ممارسة أساليب المراقبة الذاتية تصبح عاداتٍ يومية من شأنها أنْ تجعلنا نتغلب ونتجاوز تلك الحواجز الذهنية من المعيقات والحيل إن شاء الله تعالى.
سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي