الرقص تحت مظلة السلام الداخلي!

نعلن كمية القهوة التي نشربها، ونحتفل بحالتنا كمدمنين على الأدرينالين، وتحيط بنا حالة من الفوضى والتوتر، ويخطئ الناس في كثير من الأحيان في شعورهم بالسعادة لمجرد أنهم على قيد الحياة.
صحيح أن موجة من الأدرينالين، يمكن أن تعطيك ارتفاعاً كبيراً بضع ساعات، ولكن عندما يتراجع مفعوله، يكون الجسم والدماغ قد استنفذ من التعب، ومع الوقت تبدأ آثار الإجهاد السلبية تبلغ أقصاها.
إنها استراتيجية ذات نتيجة محتومة، عندما تعتقد أنه يتوجب عليك مجاراة محيطك، فلا أحد ينمو ويزدهر في تربة التوتر والإجهاد والتعب مهما حاول إقناع نفسه خلاف ذلك.
إن الحالة التي تكون بها أكثر إنتاجية هي أن تكون بسلام.
ولا يُقصد بالسلام السلبية، إذ لا علاقة له مع الخمول، أو عدم الانخراط مع الآخرين؛ لأن السلام الحقيقي هو حالة نابضة بالحياة، ودليل حياته هو قدراته الكامنة، وقدرته على توقع أشياء عظيمة ستحصل في المستقبل.
إن السلام هو اللحظة التي تسبق ميلاد فجر جديد، والخطوة الأولى من أجل تحقيق مثل هذا السلام تكون بتقديرك له.
إن الوعي يعطيك قيمة أكثر مما تتوقع للشيء الذي تقدره، وهذه قاعدة أساسية في الإدراك.
من أجل ذلك، عندما تثمن حالة السلام التي تعيشها مع صمته الداخلي؛تفتح المجال له حتى يصبح جزءاً من حياتك اليومية.
كيف يمكن عيش السلام الداخلي الآن؟
عبر التصالح مع اللحظة الراهنة التي هي الميدان الذي تجري فيه لعبة الحياة. والتي لا يمكن أن يحدث في أي مكان آخر.
ما أن تتصالح مع اللحظة الراهنة، حتى ترى ماذا يحدث، ما يصبح في مقدروك فعله، أو ما تختار فعله، أو بالأحرى ما تفعله الحياة من خلالك .
هناك ثلاث كلمات تعكس سر فن العيش وسر كل النجاح والسعادة: “الوحدانية مع الحياة”
وهذا يعني أن تكون واحداً مع الآن، ثم تدرك أنك لا تعيش حياتك، بل الحياة هي التي تعيشك، وأنَّ الحياة هي الراقص، وأنت الرقصة.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *