نحن لا نصنع المعنى، بل نحن نعثر عليه، ولن نستطيع أن نجده إن لم نبحث عنه.
إن المعنى موجود في كل لحظة وأينما نذهب، كل ما علينا القيام به، في الحياة اليومية أو في العمل، هو أن نفيق للمعنى ونلاحظه.
من أجل ماذا هذا كله؟ نتساءل:
كيف نعثر على معنى لحياتنا؟
لا يمكننا الإجابة عن السؤال الكبير ما لم نكتشف الإجابات للأسئلة الصغرى:
ماذا نفعل؟ لماذا نفعل ذلك؟ ماذا تعني لنا حياتنا؟ وماذا يعني لنا عملنا؟
إن حياتنا زاخرة بأجوبة ذات مغزى كل يوم، ولكن فقط عندما نتوقف لفترة كافية لنقدر المعنى سوف تزدهر حياتنا.
ولكن قبل أن نذهب للبحث عن المعنى في الحياة والعمل، نحتاج أن نعرف: ما المعنى؟
المعنى هو ببساطة إيقاع الحياة على الأرض، المد والجزر، النجوم، الفصول، انحسار وتدفق الحياة، الطبيعة الإعجازية لكل هذا، والمعنى متوفر لنا في كل لحظة دون استثناء.
أينما كنا ومهما فعلنا، فإن بقاء الحياة هو ما يدعونا للمعنى.
كيف ندعو الحياة إلى حياتنا؟ كيف لنا الانحناء وتقبيل هذه التجربة الدنيوية؟ كيف نقبل المعنى في حياتنا؟
تختلف الإجابات باختلاف حاجاتنا.
إن حياتنا كلها غنية بالمعنى؛ لذا كل ما نقوم به له معنى. نحن أحرار في اتخاذ قرارات عن الحب لكل ما هو في قلوبنا، وعندما نتوقف للنظر في أسباب قراراتنا؛ سنجد المعنى.
إنَّ هذا التوقف هو الخطوة الأولى في فتح عقولنا للمعنى.
الوعي مهم وله أثر فاعل. فمن المهم أن تكون واعيًا أكثر من أن تكون ذكيًّا؛وستدرك المعنى حين تكون واعيًا.
كل ما هو جديد وجميل في الماضي يحفظ بأمان في ذلك الماضي.
والمستقبل لم يزل -لحسن الحظ- في طور التشكّل، وفي خدمة مسؤولية الإنسان.
للمعنى ظلال عديدة كما الألوان، ولا أحد يستطيع تحديد المعنى لشخص آخر؛ فتحديد معنى لحظات الحياة مسؤولية شخصية.
فالحياة نفسها تدعونا إلى اكتشاف المعنى، وعندما نعيش حياتنا بوعي؛فإننا نعرب عن المعنى في كل شيء نقوم به.
تحتفظ الحياة بمعناها تحت أيّ ظرف من الظروف.
حرفيًّا، تبقى الحياة ذات مغزى حتى لحظتها الأخيرة، حتى رمق الإنسان الأخير.
إلا أن معرفة “لماذا نفعل الأشياء؟” أمر ضروري، ويُعَدّ بداية الحرية الحقيقية والمعنى في حياتنا.
إذا أمكننا أن نغوص عميقًا بما فيه الكفاية؛ فسوف نصل إلى الأمرين اللذين يحفزاننا أكثر: الحب، والضمير.
سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي