إنَّ التصرف كما لو أنَّ ما تريده موجود مسبقاً هو أحد الأمور التي من المهم تعلم القيام بها. في حين أنه يمكنك ألَّا تتصرف كما أنه : ربما إذا وضعت هذه الأهداف كلها وعملت جاهداً من أجل تحقيقها؛ حينها سوف أحصل على ما أريد.
إنْ كنت تعتقد أنك سوف تجد تحقيق الذات من خلال امتلاك هدف وبذلت الأسباب وأوقفت حياتك من أجله؛ حينها تكون حياتك تتمحور حول السعي الخارجي.
وفي هذه الحالة أنت بحاجة إلى وعي فلسفة الوصول، وليس الكفاح؛ لأنك إنْ ركزت فقط على الكفاح؛ فلن تستطيع أن تكون شخصاً غير محدود، وبهذا تصبح حياتك تتمحور حول المزيد من الكفاح والمزيد من المعاناة والمزيد من محاولة الكفاح للوصول إلى هناك.
وعندما تصل إلى المكان الذي ترغب في الوصول إليه؛ لن تعرف الكيفية التي تتعامل بها مع ذلك الأمر؛ لأن بداخلك رغبة جامحة للانتقال إلى غيره، فأنت في كمن يمسك بشيءٍ بيده، وعيناه تتطلع إلى شيءٍ آخر،فلا استمتع بالذي في يده ولا وصل إلى ما امتدت إليه عيناه.
وبالنظر إلى تفاصيل حياتنا اليومية؛ نجد الكثير من الناس الذين بينما هم يحتسون الكوب الأول من القهوة، يفكرون في الكوب الثاني. فهم يُركّزون بصورة شديدة ومتناهية فيما سوف يأتي في المستقبل إلى حدٍ أنّهم لا يقضون وقتاً ماتعاً في تذوق ما لديهم في الوقت الحاضر.
إنَّ الوصول إلى ذروة عيش لحظةٍ حالية -أي لحظة حالية- أحد أكثر الأمور الباعثة على الاستنارة والقوة التي يمكننا فعلها.
وتتمثل الحكمة في عيش اللحظة في إيجاد نهاية الرحلة في كل خطوة من الطريق، وعيش أكبر عدد ممكن من الساعات الجيدة.
إنَّ الحياة هي ما يحدث لك حين تكون مشغولاً بوضع خطط أخرى، فعليك أن تدرك أنك أينما كنت:
إنّ كل لحظةٍ من حياتك معجزة يجب أن تُعاش. فتوقف عن البحث عن معجزاتٍ في شيء ما في المستقبل واستمتع بكل خطوة على درب الاستنارة؛ فالرحلة هي التي تجلب لنا السعادة وليس الوجهة.
سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي