المكالمة التي جعلتْ منك شخصًا مُحبَطًَا!

لدينا جميعاً أشياء تتعلق بنا وبحياتنا وهي لاتعجبنا، غير أنّ الطريقة التي نتعامل بها معها تعتمد على مكاننا الحالي.
إن معظم الناس يمكن أن يُقال عنهم “المُحفَزون خارجياً” ويعني ذلك أنهم يسمحون للأمور الخارجية في حياتهم أن تحدد وجهتهم وما يفعلونه في حياتهم.
تخيل أنك على وشك التوجه إلى مجموعة من الأشخاص المُحبَطين؛ كي تطرح عليهم السؤال التالي:
لِمَ أنتم مُحبَطون؟
سوف يجيب ثلاثه أشخاص من أصل أربعة بكلام مثل:
– مكالمة هاتفية، أو رسالة جلعتني غاضباً.
– لقد جرحوا مشاعري.
– لقد جعلوا الأمور تحدث على نحو سيء بالنسبة إلىّ.
ومهما يكن، سوف يستخدمون شخصاً ما، أو شيئاً ما خارج أنفسهم؛ كي يفسروا سبب كونهم على ما هم عليه.
والآن، كيف يمكن لشخصٍ التحرر في حال كان مرتبطاً بدائرة من هذا النوع؟
فهو يلوم شخصاً ما، أو شيئاً ما خارج نفسه على كونه محبطاً، ثم سيعتمد على شخص ما، أو شيء ما خارج نفسه؛ كي ينهض.
إنَّ من أسباب تفشي هذا الأمر بين الناس هو “الإعلام” حيث أن مشاهدة التلفاز والجلوس طويلاً خلف شاشات الأجهزة الحديثة هو من يُعلّم هذا المنهج الخارجي، حيث ذكرتْ إحدى الدراسات أن الطفل الطبيعي في الولايات المتحدة وكندا وأروبا الغربية يقضي ١٤/١ ساعة من الوقت في التواصل المباشر مع الوالدين، بينما يقضي ١٤/١٣ ساعة من الوقت أمام شاشة جهازه.
ولك أن تشاهد وبنظرة فاحصة لما يعرض في وسائل التواصل الاجتماعي؛سوف تجد أن محتواها يشمل على مواد بها أشخاص يُحبطون بعضهم بعضاً، وسوف ترى تعليقات حاذقة والقليل جداً من الاكتراث بكرامة الإنسان التي حطمتها ماكينة الإعلانات التجارية لمنتجات تشجع على التحفيز الخارجي، ليصلك شعور أنَّ الناس الذين من حولك سعداء كلهم إلَّا أنت.
فما يكون منك إلَّا  البحث عن مصدرٍ يجدد لك النشاط ويدخل عليك السعادة.
ومع ذلك كله، فإنه في إمكاننا صياغة الأمر بطريقةٍ إيجابية؛ كي نركز في تنشئةٍ ثقافية خالية من مكونات المحفزات الخارجي.
إن تغير تفكيرنا بهذه الطريقة يعني أننا نستجيب إلى محفزٍ داخلي بدلاً من المحفز الخارجي.
ويمكنك أنْ تجرب هذا في حياتك الخاصة من خلال النظر إلى النواحي التي ترغب في تحسينها.
ونتيجةً لذلك التغيير في تفكيرنا، سيحدث لديك نقلةً من كونك عاجزاً عن الحركة بسبب سلبيتك ورؤية نفسك ناقصاً إلى البدء في التفاعل مع الأمور بإيجابية.
ولك أن تتذكر أن كوننا المثالي يعمل في حالة من التناغم دون أخطاء. إنه نظام مثالي، وكل واحد منا هو جزء من هذا الكمال.
انظر إلى نفسك وفق هذه الطريقة، وبعدها انظر إلى نفسك وأنت تقوم بخياراتٍ جديدة من أجل نضجك بدلاً من إصلاح الأخطاء والعيوب.
إنك في هذه النقلة الذهنية سوف ترى نفسك تنضج أكثر فأكثر والأشياء التي كانت تجعلك عاجزاً، والأشياء التي أصابتك بالإحباط والتي اعتدت وصفها بالأخطاء؛ لن تراها على هذا النحو بعد الآن، بل ستراها كخياراتٍ قمتَ بها على طول الطريق.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

تعليق واحد على “المكالمة التي جعلتْ منك شخصًا مُحبَطًَا!

نفاع بن مهنا بن ماضي الصحفي

وفقك الله أخي سليمان و حقا تقول إنها آلة الإعلام الجهمنية التي سلطت على أبنائنا في هذا الزمان و لذا تنبه المصلحون و الخيرون في مجتمعنا الكريم لهذا الأمر و سعوا بشتى الطرق لإشغال شبابنا بما يفيدهم في دينهم و أخلاقهم و دنياهم من خلال مناشط رياضية و دعوية و نوادي الحي فبارك الله في جهودهم و جزاهم الله خيرا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *