كيف تحظى بطفولةٍ سعيدةٍ في سن الأربعين؟

لعلَّ مفهوم إطلاق سراح “طفلك الداخلي” قد يكون مزعجاً بالنسبة إلى بعض الناس.
وأنت إنْ لم تحظَ بأسعد طفولةٍ، أقترح أن تحاول فهم أنَّ إحساسك بالذات يبسط سيطرته حتى عندما تكون صغيراً في السن.
أما إذا كنتَ بالغاً، فلقد حان الوقت لتتوقف عن لوم والديك على ما يمكنك وما لم يكن يمكنك أن تفعله، أو ما أنت قادر أو غير قادر على فعله في الحياة.
أما إنْ كنت تشعر أنَّ والديك منعاك من القيام بالأشياء التي رغبت في القيام بها كطفل، فقد حان الوقت كي تستجيب مع المقدرة لكل الأمور السابقة واللاحقة من حياتك.
وإنْ لم تكن تعرف كيف تتعامل بفاعلية مع والديك في ذلك الوقت، ولم تكن تعرف كيف تحصل على ما شعرت أنك تستحقه منهما، فقد حان الوقت بالنسبة إليك كي تتحمل مسؤولية كيفية تفاعلك مع والديك.
ومع ذلك كله نجد الكثير من الناس يرغب في البحث عن الخطأ، ويقنعون أنفسهم بالأسباب التي كانت وراء كون الأمور لا تجري لصالحهم.
إنه ليس من صالحك أن تنظر إلى الوراء بعين اللوم، بل بعين تحمّل المسؤولية.
حينها يمكنك تغيير سلوكك والاستمتاع بحاضرٍ رائع.
إنه لم يفُت الآوان لتحظى بطفولةٍ سعيدة!.
وإنْ لم تكن طفولتك تعجبك، أصلحِّها الآن وذلك بإدراكك العميق أنك أنت تتحمل دائماً مسؤولية حياتك وخياراتك.
فعندما تتعلم الاستجابة مع المقدرة؛ لن يتوجب عليك قضاء عدد لا يُحصى من الساعات في القيام بتحليلات عميقة من اكتشاف سبب العنف الذي عوملت به في صغرك، أو لماذا كانت والدتك تُحبُّ شقيقتك أكثر منك.
إنه ليس من صالحك إلقاء الكثير من اللوم على والديك والتركيز على أشياء مثل:
“إنهما أصحاب تفكير قديم”
“كان لديهما الكثير من العادات والتقاليد الصارمة التي فرضاها عليّ”
“إنهما لا يعرفان كيف هي الحال في هذا الجيل”
ولتحظى بطفولةٍ سعيدةٍ يمكنك أن تكتشف كيف تعمل انطلاقاً مما لديك ومن حيث تكون الآن، وكيف يسعك الحصول على الأشياء التي تود الحصول عليها في حياتك والتوقف عن كونك في حالة صراع.
توقّفْ عن التركيز فيما فاتك، أو لوم شخص آخر.
ولتدرك أن هذه هي طبيعة والديك، ولكنها حياتك.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

3 تعليق على “كيف تحظى بطفولةٍ سعيدةٍ في سن الأربعين؟

غير معروف

منتهي الروعة في ايصال الفكرة وكثير منا واقع في مصيدة لوم وعتاب والديه علي ما هم عبيه الان يتعاملون مع الموضوع كالشجرة التي لايمكنها تغير مكانها واختيار مكان غرسها

نفاع بن مهنا بن ماضي الصحفي

جيل الأمهات و الآباء السابق أكثر وعيا و رقيا و تحملا للمسئولية و محظوظ من كان أبواه من جيل الطيبين و ليس قصور في جيل الآباء الحالي و لكن كلمة الحق تقال و لذا أيها الأربعيني أشكرهما و إن في أعماق نفسك شيء من اللوم على بعض تصرفاتهم معك فتلك طبيعة البشر و لعلك لم تستوعب الحكمة وراء ذلك السلوك الذي بدر منهما تجاهك .. و خلاصة الأمر لا تفكر كثيرا و ركز فيما ينفعك من برهما و الإحسان إليهما ف يبرك أبناؤك .

أحمد بن مهنا

لن يجد أحد سعادته الكاملة (إحساسا) في تنفيذ ما يؤمر به من البشر فقط ! لابد له من حرية يعيشها ، وحتى دينه الذي هو أغلى مايكون وقمة السعادة فيه ، لو قام بشعائره تلبية للأمر مجردة لن يحس السعادة ، وأوافق الكاتب فيما ذهب إليه ، وهو من بناء الشخصية التي تختار وتقبل وتستشير وتقرر ، تلك صفات تشعر بالذات وهو شعور لابد منه لتتوفر السعادة،ك . وتربية الوالدين إن لم تراع ذلك فقد تلبست الخلل . شكرا لفكر كهذا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *