وهم السعادة وسعادة الوهم!

إذا كان هناك ثمة تعاسة تشعر بها في داخلك، تحتاج أولاً إلى أن تعترف بوجودها.
وحين تُعبر عنها لا تقل:
” إنني تعيس”.
فالتعاسة لا علاقة لها بماهيتك.
بل قل:
“هنالك تعاسة في داخلي “.
ثم تحرَّى أمرها.
قد يكون وضع معين وجدت نفسك فيه هو المسؤول عن هذا الشعور بالتعاسة.
وربما يكون التحرك مطلوباً لتغيير هذا الوضع أو لإخراج نفسك منه. وإذا لم يكن هناك ما يمكنك فعله، فواجه ذلك، وقل:
“حسناً. في الوقت الحالي هذه هي حقيقة الأمر. يمكنني إما قبول الوضع، أو أنْ أدخل التعاسة إلى نفسي”
إنَّ السبب الرئيس للتعاسة ليس الوضع الذي تجد نفسك فيه، بل فكرتك عنه.
لذا افصلْ أفكارك عن هذا الوضع الذي دائماً ما يكون محايداً. ها هو الوضع أو الواقع، وهاهي أفكاري عنه، وبدلاً من اختلاق القصص، التزمْ بالحقائق.
على سبيل المثال، فإن عبارة “إنني مدمر” هي كناية عن قصة. فهي تقيدك وتمنعك من التصرف بفعالية “.
إنَّ مواجهة الوقائع دائماً يعزز قوة المرء. لكن حذار من أن ما تفكر به يؤثر إلى حد كبير في مشاعرك.
فلتنظر إلى الصلة بين تفكيرك ومشاعرك بدلاً من أن تكون أفكارك ومشاعرك الشيء ذاته.كُنْ أنت الوعي الذي يقف خلفهما.
لا تسعَ إلى البحث عن السعادة. إنّْك إذا سعيت إليها فلن تجدها؛ لأن السعي هو نقيض السعادة.
السعادة مراوغة لنا باستمرار، لكن التحرر من التعاسة ممكن الآن، وذلك عبر مواجهة الواقع بدلاً من اختلاق القصص حوله.
فالتعاسة تغطي حالتك الطبيعية كشخصٍ على ما يرام ويعيش سلاماً داخلياً.
السلام الذي هو مصدر السعادة الحقة الذي يَنبعُ من الوعي بكينونة الاكتفاء الذاتي.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

تعليق واحد على “وهم السعادة وسعادة الوهم!

نفاع بن مهنا بن ماضي الصحفي

اسعى إلى السعادة و ابذل أسبابها مع صدق التوكل على الله و أبشر بعطاءات الرحمن الكريم و أبشرك بسعادة الدارين .. ديننا يحب السعادة و الفرح و يمقت التعاسة و الاكتئاب ؛ فكن مع الله و لا تبالي ، و حتى تكون راضيا و مطمئن البال كن دائما على يقين أن أمر المؤمن خير كله و ان بدا في ظاهره بخلاف ذلك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *