وقال لهم: أنا أفضل منكم!

إن النبل لا يعنى أن تكون أفضل من أي شخص آخر.
وإنما يعني أن تكون أفضل مما كنت عليه من قبل.
فيمكنك أن تُبقي تفكيرك مركزاً على نموك وارتقائك، مع دعم وزيادة وعيك وإدراكك بأنه لا يوجد شخص على سطح هذا الكوكب أفضل من شخص آخر، وأنّ كل إنسان يملك مهمة تحقيق فحوى ومضمون روحه وجوهرها.
إن كل ما نحتاجه هو أن نحقق القدر الذي خلقنا من أجله.
إنّ امتلاكنا لحس الغاية العظيمة يجعلنا نتجاوز مقارناتٍ لا طائل منها إلى ضفةٍ أخّاذة فيها نبني أنفسنا بكل فضيلة، وندعم أرواحنا بكل صلةٍ تُقرّبنا إلى خالقنا.
ولن يتسنى لك تحقيق أي من هذا إنْ نظرت إلى نفسك باعتبارك أرفع شأناً ومقاماً من غيرك.
فيجب أن نتخلص من حاجتنا لأن نكون أرفع شأناً، فلا نُقيّم الآخرين بناءً على مظهرهم، أو إنجازاتهم، أو ممتلكاتهم، أو أي أمارةٍ من أمارات الأنا.
إن الرغبة في التميز والأفضلية هي التي تصنع دائماً تلك المقارنات.
وهذا التميز يتشكّل برؤية أوجه النقص والقصور في الغير، وينمو بمواصلة البحث عن هذه الأوجه والتدقيق في أي نقصٍ يمكن أن تقع عليه عيناك.
هذا التميز الممجوج الذي قد يذهب بعقل رشيد القوم؛ ليقول لهم: أنا أفضل منكم!
بخلاف الوعي الذي يجعلك تتخطى الأفكار التي تنم عن الإحساس بالأهمية الذاتية النابعة من الأنا.
هذا الوعي الذي يصل بنا إلى أننا نحن بالفعل واحد، ولكننا نتوهم أننا لسنا كذلك. وإن ما يجب أن نعثر عليه هو تلك الوحدة الأصيلة التي تجمعنا.
وندرك جيداً أنَّ المعيار عند الله سبحانه وتعالى هو التقوى، وليس الأفضل، أو الأقوى كما قال رشيد قومهم.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

تعليق واحد على “وقال لهم: أنا أفضل منكم!

نفاع بن مهنا بن ماضي الصحفي

شكرا أخي على عناوين مقالاتك المميزة .. و أرى أنه لا بأس في أن يقارن المرء نفسه بالآخرين فينظر من هو فوقه في العبادة و التقوى(فيما يظهر لنا ) و بجتهد في اللحاق به و سبقه إن أمكنه ذلك و ينظر تارة أخرى إلى من دونه في أمور الدنيا فيحمد الله على الخير الذي هو فيه و يجتهد كذلك لتحسين أحواله باستمرار .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *