القمر العملاق

بما أن الوعي هو أمر فطري، فبالتالي لا يتوجب عليك البحث عنه خارج حدود نفسك، بينما يجب أن تزرع بذور الوعي الموسع داخلك.
على الرغم من أن الوعي غير مرئي، إلَّا أنَّ اتخاذ الخطوات الجادة تجعل فوائد الوعي تتجلى كقمرٍ عملاق.
أنْ تصبح أكثر وعياً هي عملية داخلية في حدِّ ذاتها، فالتأمل والتحول إلى ما بداخلك يمكن أيضاً أن يكون بمثابة عوامل قوية جداً في تغيير العالم الخارجي، وهي تستطيع أن تُحسّن حياتك على نحو كبير، كما يمكنها مساعدتك في تلبية احتياجات الآخرين.
عندما تخرج من التأمل وتعود إلى تلك المساحة من الإجهاد، الاضطراب، الصراع العاطفي، الارتباك، المنافسة؛ افعل ذلك بهذه النية:
” أريد رؤية ما أنا مصنوع منه”
إنَّ ما أنت مصنوع منه ليس مُعطى ثابتاً، بل يتغير مع الزمن، ومع ذلك فإن الجانب الأساسي من الوعي لا يزال ثابتاً لا يتغير.
إنَّ التحول الطفيف كافٍ بحيث لا يتوجب عليك التغلب على ضخامة ما يقاومك داخلياً، بل على العكس تماماً، فعندما تهتم بأمر ما؛ فأنت تقوم بإعطاء ذلك الأمر طاقةً تتدفق داخلك، وبالتالي تتفاعل هذه الطاقة حتى تتحقق.
في الواقع، إنَّ ما تفعله هنا هو زيادة مساحة منطقة الراحة الخاصة بك المرتبطة بتوسع الوعي لديك، ولذلك اعملْ على تلك المجالات التي تشعر نحوها بالشغف وتشعر فيها بالقوة والثقة والقدرة.
إنّك إنْ عملت على هذا النحو الجميل؛ ستتحول تلك المجالات إلى ميدانٍ خصب للإبداع والابتكار، وستلاحظ تغييراً عميقاً يسري في داخلك، وستجد بداخلك إنساناً جديداً فريداً يأخذك نحو حياةٍ ذات معنى.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *