تفاءل..بتحمل المسؤولية

تجول في خواطرنا كثير من التساؤلات عن ماذا بعد السماح بالتجول الجزئي .. في البداية أود أن أشكر مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، و أشكر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فبوجود تلك القيادة الحكيمة أصبحت السعودية الدولة التي ملكت الريادة في إدارة أزمة كوفيد ١٩ (فيروس كورونا) ، ‏و ذلك لوصول المواطن و المقيم إلى بر الأمان من الناحية الصحية و النفسية بتوفر الرعاية الكاملة التي تفتقده كثير من البلاد .

لا أنسى أن أقدم كل الشكر و العرفان إلى وزارة الصحة ممثلةً في وزير الصحة معالي الدكتور توفيق الربيعة و ذلك بالإشراف المباشر للتأكد من جاهزية مراكز حالات كورونا و الدعم المستمر للكوادر الصحية ، و أخص بالشكر ذلك الرجل الذي ننتظر حديثة اليومي عن مستجدات كوفيد ١٩ (فيروس كورونا ) المتحدث الرسمي الدكتور محمد العبدالعالي ، و لن أنسى و لن أفي بالشكر لمن يعملون في الصفوف الأولى لمواجهة ذلك الوباء و يقفون بكل قوة وهم الكوادر الصحية فلهم تُرفع القبعة .

الآن و من هذه اللحظة خرجت المسؤولية من عاتق الدوله وأصبحت في عاتق المواطن و المقيم فأنت أيها المواطن و المقيم و من تسكن على هذه الأرض المسؤول الأول عن نفسك و عن عائلتك فالسماح بالتجول الجزئي كان قراراً يراد به تفعيل دورك دور القائد المربي رب الأسرة و كيفية التعامل مع أفراد عائلته في هذه الظروف .

فأنت القائد المسؤول فلا تستعجل في الخروج من المنزل دون حاجة لذلك .. فلنتجنب التجمعات و الذهاب إلى الأسواق و المطاعم و محلات القهوة و أماكن ألعاب الأطفال و التجمعات العائلية دون الحاجة الماسة لها وخصوصاً لمن كان لدية أو تم تشخيص أو اشتباه في حالة كوفيد ١٩(فيروس كورونا) … و الحذر كل الحذر من اصطحاب الأطفال و كبار السن للأماكن المزدحمة لا ننسى (التباعد الاجتماعي) .. توخي الحيطة و الحذر و تطبيق جميع التدابير الوقائية، والالتزام بالتوجيهات الصادرة من الجهات المختصة..و ذلك لمنع انتقال العدوى ضروري جداً فعليك لبس الكمامة وغسل اليدين والتعقيم المستمر ..

أيها المواطن و المقيم هذا التجول الجزئي ليس دلالة لإنتهاء المرض أو اكتشاف علاج للمرض و إنما هذا التجول الجزئي لتستمر الحياة و لكن بأخذ الحيطة و الحذر .. فليس من العدل تعطيل البلاد و تدمير الاقتصاد ومصالح المواطن و المقيم ، فما حدث من المنع الكلي أثر سلباً على كل شخص يعيش على أرض هذا الوطن ..

من تلك اللحظة أنت المسؤول فخذ حذرك في ملبسك ومجلسك ومن تخالط …. فك الحظر لايعني زوال المرض و اكتشاف العلاج و إنما نريدك أن تثبت لنفسك قبل الكل أنك قائد و تُقدر حجم المسؤولية التي في عاتقك و قادر تحمي نفسك فبالتالي تحمي وطنك و الوطن الذي عشت فيه .. يجب عليك أن تكسب هذا الرهان و تثبت للكل أنك قادر أن تحمي نفسك وأهلك و لا تنسى كل عزيز وحبيب وغالي على قلبك و رغبتك في أن يكون في أمان … فلا تتهاون بالإجراءات الوقائية و إن لم تكن بحاجة للخروج إلزم منزلك إلتزم بالتباعد الاجتماعي ، فبلادنا تحتاج ذلك القائد الرائد المسؤول الذي قال له مليكة (المواطن أولاً ) و لم يكتفي بل احتضن المقيم و لم ينسى مخالفي نظام الإقامة بالاهتمام و العلاج.

وطن فضلنا و أنفق الكثير لنعيش بأمان يستحق منا التضحية .. فسوف يأتي اليوم الذي ينتهي فيه التجول الجزئي و يبدأ التجول الكلي فكن صاحب الريادة و المسؤولية .. و دمتم بود

 

د. جواهر بن جمعة

عضو هيئة تدريس جامعة الملك سعود

دكتوراة إدارة التمريض ، ماجستير تعليم التمريض

منحة ابتكار تفعيل المحاكاة المتقدمة ومدرب معتمد

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *