كُلُّ فكرةٍ قد خطرت على البال لا تزال على قيد الحياة، ومتى ما ركزت على فكرةٍ معينةٍ؛ فإنك تُنشّط تردد تلك الفكرة فيك.
••••••••••••
إنَّ أي شيءٍّ تصب اهتمامك الحالي عليه؛ سيصبح فكرة منشطة، لكن عندما تحيد انتباهك عنها؛تصبح فكرةً ساكنةً.
إذاً ما الطريقة الواعية لإخماد فكرةٍ ما؟
إنها التفكير بأخرى، أي إن الطريقة الوحيدة لسحب انتباهك عن فكرة هي بتوجيه الاهتمام للأخرى بشكل متعمد.
••••••••••••
وعندما تُولي انتباهك لفكرةٍ ما؛ فإن التردد لن يكون قوياً في البداية، لكنك إذا ما دأبت التفكير أو التكلم عنها؛ فإن التردد سيزيد.
فعن عن طريق توجيه الاهتمام الكافي لأي موضوع؛ فإنه سوف يمسي فكرةً مهيمنة، وبزيادة الاهتمام والتركيز عليها، أي بتطبيقك لترددها؛ فإن الفكرة حينها ستحتل جزءاً أكبر من تردداتك؛وبذلك تصير تلك الفكرة اعتقاداً.
••••••••••••
فكلما أطلت التفكير؛ كلما قويتْ أفكارك؛ لأنه ليس من الممكن أن تولي انتباهك لشيء ما دون الاصطفاف معه إلى حد ما.
فكلما تبصرت في فكرة ما، وعدت تتأملها مراراً وتكراراً؛ كلما قوي انحيازك الترددي لها.
••••••••••••
وعندما تُحققُ اصطفافاً أقوى مع أية فكرة؛ عندئذٍ تبدأ بالشعور بالعواطف التي تشير إلى قربك أو ابتعادك عن ذات الفكرة.
فعندما تولي اهتماماً بأي موضوع؛ فإن قراءاتك الشعورية المنسجمة، أو غير المنسجمة مع من تكون حقاً؛ ستصبح أقوى.
••••••••••••
فإذا كان موضوع اهتمامك هو في اصطفاف مع تلك الفكرة؛ فسوف تشعر بالتوافق مع أفكارك على شكل مشاعر جيدة، لكن إذا كان موضوع اهتمامك ليس في انسجام مع فكرتك؛ ستشعر بعدم انسجام مع أفكارك، وتكون على شكل مشاعر سيئة.
فكل فكرة تُوليها الاهتمام؛ سوف تكبر وتحتل جزءاً كبيراً من مزيجك الترددي -سواء أكنت تريد ذلك الشيء أولاً- فإن اهتمامك به سيجلبه إلى تجربتك.
إن قبول أو رفض الأشياء ليس بقول نعم أو لا لها، فتركيزك عليه هو دعوة له، وانتباهك إليه هو دعوة له أيضاً.
••••••••••••
فعليك أن تكون أكثر وعياً بما تُركز عليه من أفكار، وبالتالي تُعيّرها انتباهاً؛ لأن هذا الانتباه وذلك التركيز لفكرةٍ ما؛ سيولّد مشاعراً تصطف خلف تلك الفكرة، وحينها يكون من الصعوبة التحرر منها.
فتخيروا لعقولكم أفكاراً واعية فإنَّ الفكر دساس.
••••••••••••••••••••
سليمان مُسلِم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي