إنْ كنا سنبني لأنفسنا بيتاً، فكم من الاهتمام سنوليه لتصميم ذلك البيت؟
وكيف سندرس التفاصيل، ونتحقق من جودة المواد ونختارها بعناية؟
بالتأكيد جُلّ الاهتمام وعظيمه سيتدفق ليُظهر ذلك البيت في أبهى صورة.
•••••••••••••
ومع ذلك فمعظمنا لا يلقي بالاً عندما يتعلق الأمر ببناء بيته العقلي والذي تفوق أهميته أهمية أي بيت مادي، حيث أن كل شيء سيدخل حياتنا سيعتمد على نوعية المواد التي بني منها منزلنا العقلي هذا.
ما هي المواد التي نبني منها ذلك المنزل يا ترى؟
إنها نتاج التأثيرات المتراكمة من الماضي والتي تم تخزينها في اللاوعي والصور الذهنية عن الحياة والأحداث والناس والكون.
•••••••••••••
إنْ كانت هذه الانطباعات من خوف، أو قلق، أو جزع، وإنْ كانت من يأس أو سلبية أو شك؛ فإن نسيج عقلنا الذي ننسجه اليوم سيكون من تلك الخامة.
وبدلاً من أن تكون ذات أي نفع؛ فإنها ستعطب وتتعفن ولن نجلب إلا مزيداً من الجزع والقلق؛وسيظل صاحبها مشغولاً بصيانتها محاولاً إخفاء عيوبها بأي شكل.
•••••••••••••
إنَّ ما يلزم عمله هو إجراء عمليات تنظيف للمنزل العقلي، وأن نجري هذا التنظيف كل يوم ونحافظ على نظافة منزلنا العقلي باستمرار، فالنظافة العقلية والأخلاقية والجسدية لا يمكن الاستغناء عنها إنْ أردنا إحراز تقدم من أي نوع وذلك عبر الاستخدام الواعي للتشافي والتحرر من الأدران الذهنية التي علقت بعقولنا من خلال التصالح مع ماضينا وليست محاولة إصلاحه، والنظرة الواقعية للأمور، وعيْش اللحظة، وتأمُّل المستقبل وفق أهداف وغايات تتناغم مع رغباتنا وقدراتنا.
•••••••••••••
فعندما تتم عملية التنظيف للمنزل العقلي بهذه الطريقة؛ فإن المادة العقلية ستكون مناسبة لصنع الأفكار والصور الذهنية التي نرغب في تحقيقها.
••••••••••••••••••••••••••
سليمان مُسلِم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي