معنى الحياة

ما أن ترتفع فوق مجرد الاستمرارية في الحياة، حتى يصبح السؤال عن معنى الحياة وهدفها صاحب أهمية جوهرية في حياتك.
الكثير يشعرون أنهم عالقون في رتابة عيشهم اليومي، بحيث أنهم يحرمون حياتهم من هذه الدلالة.
بعضهم يعتقد أن الحياة تتجاوزهم وأنها تجاوزتهم سلفاً. وبعضهم الآخر يشعر أنه مقيد بشدة بمتطلبات عمله وإعالة عائلته بأوضاعهم المالية أو الحياتية.
وبعضهم يستهلكه الضغط الحاد، وبعضهم الآخر الضجر الحاد، وبعضهم ضائع في أعمال جنونية، وبعضهم الآخر في الجمود واللافعل.
كُثر يتوقون إلى الحرية ووعودها، بعضهم الآخر يستمتع بحرية نسبية متأتية من الازدهار، ويكتشفون أنه حتى هذا غير كافي لإضفاء المعنى على حياتهم.
كل هذا يدفعنا إلى القول أنه ليس من بديل عن إيجاد الهدف الحقيقي من الحياة.
لكنك في المقابل لا تستطيع العثور على الهدف الحقيقي والأصلي من حياتك على المستوى الخارجي الذي لا يتعلق بما تقوم به، بل بما أنت، أي حالة وعيك.
لذا فإن أهم ما يجب إدراكه هو الآتي:
ثمة هدف داخلي، وآخر خارجي لحياتك.
الأول: يتعلق بالكينونة وهو جوهري.
والثاني: يتعلق بما تفعله، وتأتي جودة ما تفعله نتيجةً لوجود الأول ومدى قوة تواجده.
إن هدفك الداخلي أن تكون يقظاً.
هذا هو الأمر بكل بساطة، وهو هدف تتشاركه مع الجميع على هذا الكوكب؛ لأنه الهدف من الإنسانية جمعاء. ويشكل الهدف الداخلي من حياتك جزءاً جوهرياً من الهدف الخاص بالكل.
بينما يمكن أن يتغير هدفك الخارجي مع الوقت. وهو يختلف بشدة من شخص لآخر .
إنَّ إيجاد التناغم مع الهدف الداخلي وعيشه هو أساس تحقيق هدفك الداخلي.
إنه أساس النجاح الحقيقي، ومن دون هذا التناغم؛ قد تظل قادراً على إنجاز بعض الأمور من خلال الجهد والنضال والتصميم والعمل الصرف أو الاحتيال، لكن ليس من فرح داخلي عميق في هذا الأمر الذي ينتهي حتماً بنوع من المعاناة.

سليمان مُسلِم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@