رسائل الروح

ملايين الأشياء تحدث يومياً لا تجد طريقها إلى عقلنا الواعي.
أصوات الشارع، محادثات الناس من حولنا، صور، مقاطع مرئية تلمحها أعيننا بسرعة، ألوان، رسومات على الثياب، روائح، مباني وتراكيب، نكهات.
يستطيع وعينا تدبر مقدار معين من المعلومات، فلدينا إذاً انتباه انتقائي.
إنَّ أي أمر نختار تركيز انتباهنا عليه يجعله متجاوزاً لنظام الفلترة الذهنية عندنا.
كل الطرق من التماهي مع المعلومات متوفرة لنا، يمكنك الإصغاء إليها عبر أجهزتك الحسية: تنظر، تصغي، تشعر، تشم، تتذوق، ولكن إذا ما أردتَ استقبال رسائل الروح، فعليك استخدام وسائل مختلفة.
عادةً ما لا يكون انتباهنا مركزاً في البعد غير المرئي، ولكن كل ما يحدث في العالم المرئي يعود بجذوره إلى ذلك البعد غير المرئي.
فكل شيء مرتبط بكل شيء آخر.
في العالم الروحي هذه الارتباطات تصبح واضحة، لكن في العالم المادي نلمح هذه الروابط من خلال التلميحات التي تقدمها التفاصيل إلينا.
النية والانتباه هما الأداتان الأقوى لدى الإنسان المغمور روحياً. فهما المنبهان لجذب نوع معين من الطاقة وآخر من المعلومات.
في معظم تجارب الناس، يسكن الماضي في الذاكرة فقط، ويسكن المستقبل في المخيلة؛ لكن في العالم الروحي فإن الماضي والحاضر وكل احتمالات الحياة تحضر في الوقت ذاته. وكل شيء يحدث في الوقت ذاته.
تركيز انتباهك على الإشارات يجذب المزيد منها؛ وإعمالك النية والقصد يوضح معانيها.
عندما تظهر إشارة ما، لا تتجاهلها.
اسأل نفسك عن الرسالة، وعن العبرة، أو المعنى أو الأهمية.
ليس عليك أن تبحث عن إجابات لتلك الأسئلة.
اسألْ السؤال؛ وسترى الجواب يبزغ في تجاويف روحك.

سليمان مُسلِم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

2 تعليق على “رسائل الروح

فايزة احمد

هنا حرفا يصنع الف فرق …
سلمت أستاذنا.. وسلم حرفك
طرح مميز 👍

أحمدبن مهنا

أرأيت أستاذ سليمان الرياح كيف تفعل ؟ ومنها الخفيفة التي لا يعدو أثرها أن يكون صوت خرفشة أوراق الشجر اليابس واليابس فقط ، أوحمل بعض الروائح المختلطة ، وبعضها تقلب مابين السماء والأرض حتى يقال تقلبات جوية مع أنها أرضية !
وبعضها تحمل السحاب وتركمه وتلقحه ثم غزير المطر وعارم السيول ! ومنها ماتهب على سماء مدلهمة ينتظر من تحتها غيثها فتنثر مزنها نثرا وتشطب ما خطته سابقتها وتترك الأثر كآبة .. وكلها في نفس المكان .. سبحان من خلق !
فلا تلك تتغير ولا هذه تكون كهاتيك ، وكل في فلك يسبحون .
مقالتك رائعة لاتكفي مجرد قراءتها لاستثمار كل ماحوته . دمت موفقا ، تحياتي إليكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *