الحرية العاطفية

عندما لا ندرك أن الحقيقة الخارجية لا يمكن فصلها عن الحقيقة الداخلية؛ يصبح واضحاً بأن الطاقة السلبية داخل أنفسنا مدمرة.

•••••••••••••••••

هذا “التشوش العاطفي” عائقٌ أساسي للتحقق التلقائي للرغبة، ولكن من الممكن تحويل الطاقة السلبية إلى مستوى عالٍ من الوعي.

•••••••••••••••••

تعني” الحرية العاطفية ” أنا حر عاطفياً، روحي منفصلة عن التمثيليات العاطفية، أنا متحرر من الاحتجاج والامتعاض والشكوى والعدوانية والذنب، أنا متحرر من إعطاء أهمية كبيرة للذات، أو القلق، أو الشفقة عليها.

•••••••••••••••••

كل ذلك متضمن في تلك الحرية، فإن لم أكن حراً عاطفياً؛ فإنني أحجب نور خبرة الروح مع “الأنا”.
في النهاية الحرية العاطفية تقود إلى الحرية النفسية والروحية وإلى الفرح أيضاً.

•••••••••••••••••

هناك نوعان من العاطفة:” المسرة” و” الألم”.
معظم الناس يعتقدون بأن العاطفتين الأساسيتين هما: “الحب” و “الخوف”، ولكن هاتين العاطفتين هما بالحقيقة مجرد الاستجابة للمسرة والألم.
يعني” الحب” الاقتراب منه؛ لأنه يجلب المسرة ، ويعني ” الخوف” بأننا نريد الابتعاد عنه؛ لأنه يجلب الألم.

•••••••••••••••••

إننا نُمضي حياتناً سعياً وراء المسرة وتجنباً للألم.
والأشياء التي تجلب المسرة، أو الألم تختلف من شخص لآخر.
إنها ” الأنا” الذي يفسر الأشياء على أنها مسرة أو مؤلمة.

•••••••••••••••••

إن الوضع الأمثل هو وضع التوازن.
ففي أي وقت ينتابنا تشوش، أو اضطراب عاطفي؛ فإننا نخل بتوازنا الداخلي الطبيعي الأمر الذي قد يغلق تطورنا الروحي.
وهذا لا يعني بأن العواطف بذاتها مؤذية ومطلوب تجنبها.

•••••••••••••••••

كبشر لدينا على الدوام عواطف، وهذا جزء من الحالة الإنسانية، ولكن التطرف في العواطف يخرجنا عن نهج الحياة الصحيح.
فكِّرْ بالحياة كنهرٍ بضفتين: المسرة بجانب، والألم في الجانب الآخر .
أفضل طريقة للإبحار أن تبقى في الوسط وتتحرك بشكل متساوٍ بين الضفتين.
إن الكثير من المسرة يُولّد الإدمان، وكثير من الألم قد يمنعك من التمتع بالحياة.

•••••••••••••••••

رغم أن غريزتنا الطبيعية تدفعنا باتجاه توقي الألم، إلا أنه علينا التعامل معه حال وقوعه، وإلا طغى لاحقاً في حياتنا على شكل تشوش،أو اضطراب عاطفي.
الخطوة الأولى تتمثل بتحمل مسؤوليتنا تجاه مشاعرنا.
ثم تليها خطوة ثانية تتمثل في تحويل التجربة المؤلمة إلى وعيٍّ وإدراكٍ جديد.
في النهاية يمكننا أن نقدر الألم كخطوةٍ أخرى على طريق التنوير الروحي.

•••••••••••••••••

وعندما تحتضن الألم بهذه الطريقة؛ يختفي الاضطراب العاطفي، ويصبح الطريق إلى التناغمية واضح مرة أخرى.
هذا التحول يحدث على مستوى الروح؛ فالروح هي ما يعطي للأحداث معناها.
وهي تتخذ قرارات فعلها عبر تأثيرها على أذهاننا.

•••••••••••••••••••••••••••••

سليمان مُسلِم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *