حدِّد شخصًا تكرهه!

من التحدي لمدى تمتعنا بجسارتنا النفسية وقدرتنا على التحلي بالشجاعة، أن نتعلّم كيف نُحبّ الأمور التي تبغضنا. قد تتمثل تلك الأمور في أناسٍ أقل نضجاً يُطلقون الأحكام،ويعممون الخاص ويخصصون العام.
فهم ببساطة ليسوا معك على طول الموجة نفسها،ولكن إذا استطعتَ السماح لنفسك بأن تشعر بطريقة مختلفة تجاه هؤلاء الناس إلى درجة ترتاح معها وتحاول مسامحتهم على كلّ ما فعلوه ضدّك في الماضي؛فإنك سوف تُغير الطاقة وتمحو الكراهية،وتسمح لجانبك الذي ظُلِم بأن يسلك رحلته العظيمة نحو التعافي من قهر الظلم.
قد تتفاجأ بأنّ علاقتك معهم تتحسّن على نحو معتبر.
لن يكون بالأمر السهل؛فمن المرجح أنه سوف يتطلب منك الكثير من الصبر والمجاهدة والمثابرة من نفسك التي وقع عليها ذلك الظلم.
ولك أن تبدأ في تجربة روحية عبر تحديد شخصاً تبغضه وترغب في أن تستلطفه،ثم حدّد جانباً يُزعجك في شخصية ذاك الشخص،ومن ثم تشرع في تَقَبُّله على نحو غير مشروط.
وذلك عبر محاولة فهم مصدر تصرفاته،إذْ يملك هو الآخر أسباباً وراء كونه على تلك الشاكلة،وحاول ألَّا تخاف من ذاك الجانب الذي يُزعجك أو يُهددك من ذلك الشخص.
وبشيء من منحه حيزاً من أن يكون في ضيافتك ذهنياً؛قد تجد أنّ لدى هذا الشخص خوفاً كامناً من شيء ما في حياته؛مما يُسهم في مدى استخدامه لذلك الجانب من شخصيته بصفته درعاً يحميه منك ومن غيرك.
هذه الضيافة الذهنية التي منحتها لذلك الإنسان من شأنها أنها تمنحك شعوراً يتسلل داخلك لأول مرة تجاه ذلك الإنسان بالتعاطف معه وتفهُّم سلوكه.
ومما يساعد على نجاحك في هذا الرحلة العظيمة تَسلُّحك بأمرين:
أولهما:استحضار النية الصادقة المتجذرة من القاعدة الإسلامية في حسن التعامل مع الناس والتماس الأعذار لهم.
ثانيهما:أنه ليس بإمكانك تغيير من حولك،ولكن بإمكانك تغيير تعاملك معهم.

سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiadi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *