ندوب الماضي

داخل كل منا رغبة أن يبدو في أفضل صورة، ولذلك نتجنَّب عرض المشاعر السلبية حتى لأنفسنا.
غير أنه توجد قوة أخرى في الداخل تقاوم هذه الرغبة، صوت يذكرنا بالذنب، وأفعالنا السيئة.
أن تقول لنفسك باستمرار كم أنت جيد هو شيء بعيد عن الواقع.
تماماً مثل أن تقول لنفسك باستمرار كم أنت سيء.
لقد واجه الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي المرتفع الأفضل والأسوأ في أنفسهم.
ونتيجة لذلك؛ وجدوا القبول الذاتي على مستوى أعمق بكثير من غالبية الناس.
نظراً لأننا دفاعيون بشدة بشأن الأجزاء من أنفسنا التي تثير الشعور بالذنب؛ فإن إيجاد القبول الذاتي ليس سهلاً أو لحظياً.
أن”تحب نفسك” هو الهدف والغاية، وليس الخطوة الأولى.
ومن المفيد أن ندرك حقيقتين:
الأولى: امتلاكك لشعور لا تحبه ليس مثل أن تتصرف وفق هذه الشعور.
ومع ذلك فإن مشاعر الذنب لا ترى أي فارق.
إنها تريد أن تعاقبك لمجرد أن الفكرة خطرت لك.
في الحقيقة، تأتي الأفكار وتذهب، إنهم زُوُّار عابرون، وليسوا من جوانب ذاتك الجوهرية.
الحقيقة الثانية: أنت لست الشخص الذي كنت عليه في الماضي.
فلا تصدق مشاعر الذنب تلك، فهي باستمرار تعزز فكرة أنك لم ولن تتغير على الإطلاق.
إن القضية الحقيقية هي إذا كنت تريد تعزيز من أنت اليوم، أم ذاك الذي كنت عليه سابقاً؛ فالخيار لك.
إن ما يجب فعله في أي وقت تنتابك فكرة عن إثم أو خزي من الماضي، توقَّفْ وقُلْ لنفسك:
“أنا لم أعد هذا الشخص بعد الآن”.
إننا لا نقلل من شأن أنه يمكن أن يكون لهذه الندوب من الماضي تأثير قوي على الحاضر.
لكننا ندرك فداحة تطبيق الجروح القديمة في المواقف الجديدة.
ومع وجود هذا الاعتقاد الراسخ في تفكيرك؛ تستطيع أن تتقدم نحو قبول الذات يوماً بعد يوم.
إن الدخول على نحو كامل إلى اللحظة الحالية هو أفضل طريق من أجل إيجاد القبول الذاتي والتصالح مع ندوب الماضي.

سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

2 تعليق على “ندوب الماضي

أحمدبن مهنا

يظل الإنسان بين المشاعر والعقل ، إن لم يكن قيما عادلا وحارسا مخلصا ومستنيرا بالقرآن والسنة ، عاش كأنما في مرجيحة لايثبت على الوسط ، وكم في الهدي النبوي من الشرح والإيضاح وفي القرآن الوضوح والإفصاح ومايبقى إلا عين تبصر وعقل يدبر ونفس تأمر .. مقالة مبدعة تُشرع آفاقا من التفكر .
بارك الله فيك وفي فكرة وفي قلم يوثقه.
تحياتي لك أيها الفاضل. أ.سليمان

سليمان البلادي

شكراً استاذنا القدير لتعقيبك الثري الذي ازدانتْ به المقالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *