لعلنا تعودنا على سماع عبارات كمثل:
إنهم يستطيعون سماعنا ويستطيعون فهمنا، ولكن لا يستطيعون أن يشعروا بنا.
وللخروج من هذا الحرج العاطفي عليك أولاً أن تشعر بنفسك تماماً.
أما إذا قررت أن تختبر مشاعرك من خلال عقلك بدلاً من اختبارها في قلبك؛ سوف يقول لك الآخرون:
” أسمعك، ولكن لا أستطيع أن أشعر بك؛ لأنك لا تشعر بنفسك”.
إنَّ مشاعرك تُعَدُّ رسائل يرسلها قلبك على أمل جذب انتباهك إلى شيء يحتاج إلى تركيزك سواءً في داخلك، أو حتى الإحساس بمن يتحدث إليك.
على سبيل المثال، إذا كان لديك الكثير من غضب قديم لم يتلاشى؛ فإنه سوف يجد في نهاية المطاف طريقة إليك من خلال الشقوق الصغيرة في بنية شخصيتك. بينما يبدو كأنه ظهر من العدم. لماذا؟
إنه يريد أن يتم حله، وأن يلتئم، ويتحول مرة أخرى إلى تعاطف وحب.
انتبه إلى مشاعرك بدلاً من تجنبها، أو كبتها.
يمكنك أن تفكر في المشاعر بوصفها مركبة تحاول أن تقلك في رحلة على طريق معين.
إذا قمت باتباعها؛ سوف تقودك إلى شيء جوهري، إلهام، تصحيح مسار، أو قرار مهم.
إن مشاعرك تشبه رسائل نصية يبعثها قلبك.
لا تحذفها، بل قمْ باستيعابها بصورةٍ واعية.
لم توجد المشاعر كي تُعَدّل، بل وجدتْ كي تُحسّ.
فالمشاعر عبارة عن ذبذبات اهتزازية.
اعمل على اتباعها رجوعاً إلى المصدر، وانظر إلى ما تحاول أن تساعدك على رؤيته، أو علاجه.
المشاعر نفسها مجرد رسل.
لا تتخلص منها، أو تعمل على تهميشها، بل أصغ إليها.
فالغضب، أو الحزن، أو الأسى موجودون لسبب ما.
إنه ليس عدواً.
إنه جزء منك يحاول أن يخبرك شيئاً ما.
لا تبارك غضبك وحسب، بل افتحه، حل لغزه، فرِّغْ محتوياته، فُكّْ تشابك خيوطه عن بعضها البعض إلى أن يكشف لك عما هو موجود هناك كي تتعلمه.
يُعدُّ الانزعاج الذي يأتي مع جميع المشاعر غير المرغوبة عبارة عن طاقة تحتاج إلى أن يتم تحويلها إلى شيءٍ مرغوب ونافع لك.
فأنت بذلك التحويل المذهل تصنع خياراً للحب من خلال الانتباه إلى تلك المشاعر.
سليمان مُسلِم البلادي.
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي