من منطلق “نحن” يُعَدُّ الحب الخيار الصحيح الذي يتناغم مع حالتك الأسمى من الإنسانية.
فبينما ننمو ونتطور عاطفياً وروحياً يجب أن نبدأ في التحوُّل من وعي “أنا” إلى وعي”نحن”.
يتجاوز وعي (نحن) مجرد النية في كونك أن تكون أكثر لطفاً مع الآخرين، أو الاهتمام بهم.
إنه الاعتراف أنك تؤثر في الجميع، وفي كل شيء، وأنهم يؤثرون بك أيضاً فهي عملية تبادلية تتم في حالة من التناغم والتجانس الإنساني.
وهذا التناغم يحدث عندما يكون الحب خياراً للحياة النمط العيش فيها.
كتب الفيلسوف ألبرت أينشتاين الذي طَوَّرَ نظرية النسبية العامة في رسالة خاصة عن “نحن” الحتمية والتي هي من نكون بوصفنا بشراً:
” يُعَدُّ الإنسان جزءاً من كل ما نطلق عليه “الكون”،وجزءاً محدوداً في الزمان والمكان.
فهو يختبر نفسه، وأفكاره، ومشاعره بوصفها شيئاً منفصلاً عن البقية في نوع من الوهم البصري لوعيه”.
لا يُعَدُّ وعي”نحن” اتجاهاً روحياً.
كما أنه لا يتعلق وعي “نحن” بصنع خيار واعٍ بأن تشعر أنك جزء من كل فحسب، بل أنه يعني الاعتراف بحقيقة “نحن”، وفهم كونك بالفعل جزءاً من نحن العظيمة.
نحن الخاصة بكوكب الأرض.
نحن الخاصة بالإنسانية.
نحن الخاصة بالحب.
ليس هناك آخرون.
ولهذا يُطلق على وعي “نحن” التنوير.
ويطلق على وعي “أنا” الوهم.
وبالتالي إنْ عشتَ على منهجية “أنا” كأنك تعيش على فرضية أنك تعمل في نوع من الفراغ، وأنَّ ما يجري في قلبك لا يؤثر في الجميع بطرق ملموسة للغاية.
وتستبعد أنَّ ما تُحدثه كـ “أنا” يؤثر في نفسك وفي من حولك كـ “نحن”.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي