كيف تتعافى من ألمك العاطفي؟

لا تخلو حياة أي منا من الألم.
ولذا علينا تعلُّم التعايش معه بدلاً من تجنبه.
فالألم محتوم الوقوع، ومن ثم الاستمرار معك طالما أنك في حالة تماهي مع عقلك.
فهناك مستويان لألمك:
الألم الذي تخلقه “الآن”.
والألم الذي يصدر عن الماضي، ويبقى حياً في عقلك وفي جسمك.
فالألم الذي تخلقه “الآن” هو على الدوام شكل ما لعدم القبول بالأمر الواقع.
إنه نوع من المقاومة غير الواعية لما هو قائم.
فعلى مستوى الفكر، المقاومة هي نوع من الحكم على المستوى العاطفي؛ فهي نوع من السلبية التي نشعر أنها تسكن روحنا.
وشدة الألم طبعاً تعتمد على درجة المقاومة للحظة الحالية.
وهذا بدوره يعتمد على القوة التي تتماثل بها مع عقلك.
وبعبارة أخرى، كلما كنتَ قادراً على احترام وقبول الحاضر؛ كلما بدأتَ في التحرر من الألم بصورة كبيرة.
إنَّ أكثر الأشياء جنوناً وفداحةً هو خلق المقاومة الداخلية لأمرٍ موجود.
قد تكون اللحظة الحالية أحياناً غير مقبولة، أو غير سارة، أو مُروّعة.
إنها كما هي. وعليك أن تتقبلها كما هي.
فكل ألم عاطفي تختبره يترك وراءه ألماً يواصل العيش في داخلك، ويندمج مع الألم القادم من الماضي.
ولكن في المقابل لاحظ كيف يصنفها العقل، وكيف يتعامل مع هذا التصنيف.
فهذا الجلوس المتواصل في موقع الحكم؛ يُولّد الكثير من الألم والتعاسة.
وحتى تتجاوز هذا الألم بكل فداحته؛ عليك أنْ تذهب ببصرك وبصيرتك إلى الجهة المقابلة من ذات الألم.
هذه الجهة التي نادراً ما تذهب إليها في ظل ما يغشاك من حزنٍ يُحوُّل حياتك إلى ستائر معتمة.
لكن رغم هذه العتمة عليك أنْ تحمل نفسك إلى هذه الجهة التي يسكن جنباتها اللطف والرحمة والرضا بقضاء الله وقدره.
إنَّ ذهابك لهذه الجهة الروحية إضافةً لقدرتك على العيْش في اللحظة الحالية بكل تفاصيلها.
فمن شأن هذا الذهاب، وهذا العيْش في “الآن” أنْ يجنبك استمرار هذا الألم وصولاً إلى التحرر منه شيئاً فشيئاً بإذن الله تعالى، فلا شيء يحدث مرةً واحدة.

سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

تعليق واحد على “كيف تتعافى من ألمك العاطفي؟

سامية السهلي

كاتب مميز مستشار سليمان البلادي وفقك الله
امتعك الله بالصحه والعافيه والسعادة الدائمه كما امتعتنا بكتاباتك 🌷💖

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *