يبدو أنه من الصعب تبديد شحنات طاقة ضارة ناجمة عن الانفعالات، وتبديد برمجة مدمرة مبنية على الانفعالات؛ لأنها متجذرة بعمق في أرواحنا.
وإذا استطعت أن تعرف وتفهم الأسباب وراء تصرف الأشخاص الآخرين ذوي الصلة على هذا النحو؛ تتوصل إلى الفهم، وبالفهم تتوصل إلى الإدراك والذي يمكن أن يؤدي بك إلى شعور بالرحمة والتعاطف، وفي الوقت المناسب تؤدي هذه المشاعر إلى العفو، وعندما تشعر بالرحمة والعفو؛ تشعر حينها بالحب؛ فتحب الآخرين على نحو غير مسبوق.
وكما ترى فإن هذه النظرية التطورية تُعدُّ جوهرية في تمكينك من تحطيم قيود الأنا المدمرة التي تقيدك وتعطلك.
ويمكن تصور هذه العملية وفق مخططٍ ذهني يؤدي إلى إبطال البرمجة الضارة المدمرة النابعة عن الانفعالات.
هذا المخطط الذهني يبدأ بمعرفة الآخرين، ومن ثم فهم أنماط سلوكهم.
وهذا بدوره يدفعنا إلى تقديرهم واحترامهم وصولاً إلى التعاطف معهم، ومن ثم العفو عنهم.
ويصل هذا المخطط لثمرته حين نشرع في التعامل معهم بحبٍّ ورحمة بعيداً عن التصنيف وإصدار الأحكام.
إنَّ عملية تبديد شحنة الطاقة الضارة تُمَكْنُك – من خلال استكشاف عميق للذات، وأيضاً فهم الآخرين – من تقليل قوة شحنة الطاقة الشديدة الناجمة عن انفعالاتك الضارة والمتجذرة بداخلك.
هذا السيناريو يشبه رش الملح الصخري على الجليد المتجمد.
فالملح يصهر الجليد كما يصهر الفهمُ والاحترامُ والشفقةُ والصفحُ والحبُّ القلبَ والنفسَ والروحَ الصَّلدة.
والنتيجة هي أنه بمجرد انصهار الجليد بشكلٍ كافٍ؛ يكون من السهل تقليله وتبديده وإزالته من طريقك.
وبالمثل مع الاستكشاف الفعَّال والفهم المتواضع والشفقة؛ يمكن صهُّر وتقليل الأسى والألم والحصون المتجذرة في قلبك بحيث يتم تبديد قوتها وتأثيرها الشديد بشكل كبير.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي