عندما تكرر قصة ما لنفسك لسنوات؛ يكون من السهل أن تقع في الأخاديد العقلية التي تتشكل من كثرة ترديد تلك القصة، وبالتالي تتقبلها كحقيقةٍ واقعة.
ومع الوقت تبدأ في مقاومة أفعال بعينها؛ لأن “هذا مخالف لما أنت عليه”.
فهناك ضغوط داخلية للحفاظ على صورتك الذاتية والتصرف بطريقةٍ تتفق مع معتقداتك.
ولا سبيل لك للخروج من تلك الأخاديد إِلَّا عبر وعيك بأنَّ خلف كل نظامٍ من الأفعال يوجد نظام من المعتقدات.
وأنَّه من الصعب تغيير عاداتك ما دمت لم تُغيّر المعتقدات الكامنة خلفها والتي أدت بك إلى سلوكياتك السابقة.
وهنا عليك أن تشرع في إنشاء عادات نافعة ومفيدة لك.
وغالباً العادات الجديدة لا تُحدث فارقاً يُذكر إلى أن تجتاز عتبة حرجة معينة وتفتح مستوى جديداً من الأداء.
ففي المراحل الأولى والمتوسطة من أي مسعى يوجد على الدوام “وادي الإحباط” وعليك تجاوزه بنجاحٍ فائق الأداء.
فأنت تتوقّع إحراز التقدّم على نحو مطّرد، ومن المحبط أن تبدو التغييرات غير فعَّالة خلال الأيام والأسابيع، بل الشهور الأولى.
تبدو وقتها وكأنك لن تحقّق شيئاً.
وهذا أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل من الصعب بناء عادات تدوم.
فالناس يقومون بعمل تغييرات قليلة صغيرة، ثم يفشلون في رؤية نتائج ملموسة؛ فيقرّرون التوقّف جرّاء انجرافهم في وادي الإحباط.
ومن أجل إحداث فارقٍ جوهري في إنشاء عاداتك الجديدة تحتاج هذه العادات أن تدوم بما يكفي؛كي تتجاوز “مرحلة القدرات الكامنة”.
فإذا وجدتَ نفسك تعاني في سبيل بِناء عادة حسنة، أو التخلص من عادة سيئة؛ فهذا ليس راجعاً إلى أنك فقدتَ قدرتك على التحسّن، بل غالباً ما يكون السبب أنك لم تجتز بعد مرحلة القدرات الكامنة.
إن تغيير عاداتنا أمر صعب لسببين:
الأول:
هو أننا نحاول تغيير الأشياء الخطأ، وليس الأشياء المطلوب تغييرها.
والثاني:
هو أن هناك ثلاثة مستويات لتغيير السلوك:
تغيير النتائج، تغيير عاداتك، وتغيير الهوية.
وغالباً يبدأ الكثير منا في تغيير النتائج، أو العادات السلبية.
في حين نغفل عن تغيير الهوية.
وتغيير الهوية هو المستوى الأعمق من المستويات الثلاثة، وهو معنيٌّ بتغيير معتقداتك المقيدة لنجاحك، ونظرتك للحياة، وصورتك الذاتية عن نفسك وعن الآخرين.
ولإصدار هويتك الجديدة يتطلب منك القيام بخطوتين:
الأولى:
حَدِّدْ نوعية الشخص الذي تريد أنْ تكونه.
الثانية:
أثّبتْ هذا لنفسك عبر المكاسب البسيطة المستمرة.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي