المعرفة القلبية

في خضم أحداث الحياة تعرض أمامنا مجموعة من المعلومات والمعطيات من الواقع.
وقد تُصيبنا الحيرة في الطريق الذي نسلكه تجاه تلك المعلومات،وأيهما نرجح كفته على الآخر.
هل المعلومات التي يقدمها لنا العقل من قلب الحدث،أم المعلومات التي نستشعر صحتها عبر حدسنا القلبي؟
عندما نعتقد أن المعلومات التي تأتي من التفكير المنطقي أكثر مصداقية من المعرفة القلبية التي تبزغ من أعماق القلب غير المرئي؛يمكن أن نضيع بسهولة في رحلتنا.
أو نكون أمام خيار آخر فتكون النتيجة أننا نتجاهل معرفتنا القلبية مقابل المعلوماتدون أن ندرك أن إصرارنا على البحث عن إجابات منطقية قد يحجب قدرتنا على الرؤية الواضحة.
إن الذهن يتحيز لجانب المعلومات،ويعتقد أنها ستمنحه السلام.
في الحقيقة عندما يتعلق الأمر بقضايا الحياة الأكثر أهمية؛فإن سلامنا لا يأتي من جمع مزيد من المعلومات؛لأنها محدودة جداً.
إنَّ معرفتك القلبية تخبرك شيئاً مختلفاً.
وربما كانت معرفتك القلبية تهمس قائلة لك:
“لا تثق في ذلك الشخص”،أو “إنه يقول الأشياء الصحيحة،ولكن هناك شيء غريب”.
وهذا سبب وجيه لإدراك أنَّ تعلم الانفتاح على حكمة قلبك أمراً ضرورياً بينما ترتحل على طريق تحولك.
يمكنك دون الوعي ودون المعرفة القلبية؛أن تصبح عرضة إلى تقلبات أهواء الذهن التي قد تدرك،أو قد لا تدرك الأمور على نحو واضح.
تعمل المعرفة القلبية بمثابة بوصلة،أو بالمصطلحات الحديثة،كنظام إرشاد قلبي “GPS”.
إنه سمة قياسية في “مركبتك” البشرية.
يأتي هذا النظام الداخلي من حكمة قلبك،وليس من تفكيرك الذي يشغل عقلك.
عندما تتحول من محاولة اكتشاف كل شيء عن طريق استخدام تفكيرك وحده إلى الولوج -بدلاً من ذلك- إلى نظام إرشادك المعرفي القلبي؛فستكون رحلتك أكثر بهجةً وصدقاً،وأقرب للحقيقة،وستكون قادراً على الوصول إلى جميع وجهاتك بسهولة أكثر.

سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *