من أشهر مقولات أوشو:
“لا بد وأن تنشأ موجة الحب الأول في قلبك. وإذا لم ينشأ الحب من أجلك؛ فلا يمكن أن ينشأ من أجل أي شخص آخر؛ ذلك لأن الجميع أبعد عنك من ذاتك.
يشبه هذا الأمر إلقاء حجر في بحيرة ساكنة؛ سوف تنشأ الموجات الأولى حول الحجر،ثم سوف تستمر بعد ذلك في الانتشار إلى الشواطئ الأبعد”.
هذا القول يجعل سؤالاً يقفز إلى مسرح الذهن. وهذا السؤال هو:
هل تحب نفسك حباً مشروطاً؟
الملاحظ أنه عندما يسرد الناس اللحظات التي اختبروا فيها حباً للذات، تقريباً ما تكون لحظات إنجاز خارجي ونصر خارجي كقولهم:
“حصلت على ترقية في العمل”
“أنهيت مشروعاً”
“وصلت إلى هدفي في الجري”
“أنا ملتزم بحميتي الغذائية”
تُعدُّ هذه جميعها إنجازات جيدة تماماً، إلا أنها تعابير مشروطة عن حب الذات تستند إلى سير الأمور على النحو الذي نريده.
فمن السهل أن نشعر بالرضا عن أنفسنا عندما نقوم بعمل جيد، ونكون علاقتنا على ما يرام، أو عندما نحقق ما كنا نظن أننا يجب أن نحققه.
على الرغم من ذلك، عندما نكون خائفين؛ لا نحب ذاتنا دائماً.
يمتلك معظمنا قائمة سرية، لا واعية في أذهاننا، بدايتها:
“سوف أحب نفسي عندما …”.
وتمتلئ بالشروط التي كنا قررنا أننا يجب أن نفي بها من أجل أن نكون جديرين بحبنا.
فعندما تحب ذاتك على نحو مشروط؛ تقطع اتصالك مع مصدر حبك الداخلي اللامحدود.
وفي المقابل عليك أنْ تحب ذاتك في كل خطوة تخطوها، وفي الأوقات التي تسقط فيها وتحتاج إلى لم شتات نفسك، وفي الأوقات التي تقلع فيها وتحلق.
إن محبتك لذاتك يراد بها أن تحبها كما هي.
إنه يعني أن تقبل إنسانيتك في كل تجلياتها، استمتاعك، ألمك، خوفك،
وانتصارك.
كذلك يعني أن تكون لطيفاً مع نفسك، وألا تعاقبها على ما تشعر به.
مع أنه في بعض الأحيان نشعر بالتحفظ في أن نحب أنفسنا بهذا القدر؛ خوفاً من أننا سوف نكون مختالين بطريقة ما، مع أن العكس في الحقيقة هو الصحيح.
فعندما تحب ذاتك؛ تعطي الأذن لأناس آخرين بأن يحبوا ذاتهم أيضاً.
وهذه هي الهدية الحقيقية التي يمكن أن نقدمها جميعاً إلى من نهتم بهم من شركاء حياتنا.
ونحن بذلك نُجسِّد حقيقة حب أنفسنا واحترامها، وسوف يتناغم الأسمى فيهم مع الأسمى فينا ويرتفع.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي