مسارات الحياة

عندما تكفّ عن الانزعاج من مختلف أنواع المساوئ التي ترميك بها الحياة؛ تحصل على عدة نتائج من أهمها،أنك تصير شخصاً منيعاً تجاهها من غير أن تبذل في ذلك جهداً كبيراً.
وتدرك أنه في نهاية المطاف تظل الطريقة الوحيدة للتغلب على الألم هي أن تتعلم أولاً كيف تتحمل ذلك الألم.
كذلك يمكنك أنْ تُحَوِّل الألم إلى أداة في يدَيْك حتى تبلغ فردوسك النفسيّ السحريّ، وتُحَوِّل معاناتك إلى طاقة وصولاً إلى تَحسُّن وضعك الذهني.
وبالتالي تتعامل مع المعاناة بشكلٍ أفضل، وبشكلٍ ذي معنًى أكثرَ من قبل مع مزيدٍ من الإحساس بالآخرين، ومزيدٍ من التواضع.
وأيضاً تتعلم أن تتعامل بسهولة أكبر مع أسوأ مخاوفك، وتكتسب مهارة “فنّ الخسارة” وهي إذا كانت الخسارة واقعة لا محالة كيف لك أن تخسر من غير أن تُشكِّل الخسارة مصدر قلق كبير لك.
وهذا يجعلك تنظر إلى ما في حياتك؛ فتزيل منها كل ما فيها من سقط المتاع، ومن سخطٍ وتحتفظ بالأشياء المهمة فقط.
إنَّ أهم منجزات كثيرٍ منَّا وأشدها إثارةً لاعتزازنا تحققتْ في مواجهة أشد الصعوبات.
فغالباً ما يجعلنا ألمنا أكثر قوةً، وأكثر مرونةً، وأكثر رسوخاً.
ومن هذا المنظور؛ فإن القسم الأكبر من التغيرات الجذرية يحدث لدينا في نهاية أسوأ لحظات حياتنا، فعندما نشعر بالألم الشديد؛ نغدو مستعدين للنظر إلى قيمنا والتساؤل عن السبب الذي يجعلها تبدو كأنها تخذلنا.
إننا -نبدو وكأننا- في حاجة إلى نوع من الأزمات الحياتية؛ حتى ننظر نظرةً موضوعية إلى طريقة استخلاصنا مغزى حياتنا؛ حتى نشرع في التفكير بتغيير بعض مساراتنا الذهنية عندما تقذف الحياة بأشخاص، أو أحداثٍ تعرقل تدفُّق تلك المسارات.

سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

تعليق واحد على “مسارات الحياة

نفاع بن مهنا بن ماضي الصحفي

السلام عليك و أسعد الله أوقاتك أخي سليمان
و أعجبتني عبارتك ” حتى تبلغ فردوسك النفسي السحري ” ، و هي قليل من كثير من عباراتك الماتعة فشكرا لك كاتبنا شديد التميز .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *