مَنْ لَعِبَ في إعدادات عقولنا؟!

أن تكون واعياً لا يعني فقط معرفة ما تحتاج القيام به من أجل أن تكون في أفضل حالاتك، بل أيضاً ملاحظة متى كنت في أفضل حالاتك، ثم انجرفت بعيداً على نحوٍ مفاجئ.
ما الذي يتسبب في أن تنجرف اهتزازيًّا؟
ثمّة أسباب تقف خلف هذا الانجراف؛ فقد يكون أنك تأثرت بشخصٍ في حياتك بطريقة أقل إيجابية، أو يعود إلى البرمجة الخاصة بك “عادات فقدان الوعي” التي قامت بقطع اتصالك مع نفسك الأكثر توسُّعاً وقلبك الأبهى تنويراً.
وهو ما يمكن التعبير عنه بلغة أهل التقنية “إعدادات الجهاز”
وقد يكون سبب هذا الانجراف أنَّ حدثاً قد حدث وسببَ بداخلك هزّةً عنيفةً؛ تناثرتْ إثرها قناعات، أو أنَّ شخصاً ظهر في حياتك؛ تشظّتْ معه أغلب مُسلَّماتك.
وهنا يقفز السؤال الذي يحاصرنا:
كيف يمكننا إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح بعد هذا الانجراف؟
إن حماية حكمتك تعني تختار ما يجعلك تحب وتحترم ما أنت عليه، والمسار الذي أنت فيه، وكل ما يزهر في داخلك ويفيض عطاءً لمن حولك.
إن الحماية ليست الدفع بعيداً.
إنها تصرُّف نابع من الحب.
وهذا يعني حماية شيء تراه ذا قيمة.
إنها وسيلة من أجل تكريم الأسمى الذي يتجلَّى في داخلك ويُلامس الإنسانية التي تسكن قلب غيرك.
فلا يهم ما تختار أن تقوم به طالما أنه يأتي متوافقاً مع نسقٍ إسلامي طاعةً للخالق عزّ وجلّ، ومُعزِّزاً للحياة البهية التي نعيشها.
فالهدية التي سوف تُقدِّمها لنفسك هو أنك اخترتَ، تصرَّفْتَ، تحمَّلْتَ مسؤولية اللحظة، وأدخلتَ إرادتك وطاقتك فيها. حينها سوف تشعر أنك أفضل من ذي قبل، وهذا الارتقاء البسيط سيشجعك على القيام بخيارٍ آخر، ثم آخر، وقبل أن تعرف ذلك،وأيّاً كان الظلام أو السُّبات الذي كنت تكافحه؛فإنه سيبدأ في التلاشي والزوال.
إنَّ كلمة السر هنا التي عليك حفظها هي أنَّ محتوى شخصيتك هو اختيارك، ويوماً بعد يوم؛يكون ما تختاره، وما تفكر فيه، وما تفعله هو ما تصبح عليه ويعبر عنك.
عليك أنْ تدرك مبكراً أنَّ سعيك نحو اكتمال إنسانيتك -وليس كمالها- هو قدرك، وأنه النور الذي يشعل قناديل حجرات روحك، وهو الذي يُعيّدك إلى جادة الطريق بعد أنْ أمضيتَ بعضَ وقتك في طريقٍ مُنّحدِّرة.

سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

تعليق واحد على “مَنْ لَعِبَ في إعدادات عقولنا؟!

غير معروف

لا فض فوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *