قانون الانفصال

من القوانين الروحية التي تُحقِّق النجاح والسعادة والطمأنينة للإنسان، قانون الانفصال.
ويُقصد بقانون الانفصال أن نجعل بيننا وبين أهدافنا ونتائجنا وأدوارنا مسافةً؛ فكل ما نرتبط به في العالم الدنيوي هو رمز لأنفسنا وليس أنفسنا.
فأنت لست تلك الأشياء، إنما جوهر (أناك) هو ذاتك الروحية المرتبطة بخالقها.
والتعلق المَرضي بالأشياء المرتبطة بالحياة الدنيا ناتج عن حاجتنا إلى الأمان والحب وتقبُّل الآخرين لنا.
وهذا الاحتياج يجعلنا عن جهلٍ نتصوّر أن تلك الرموز هي مصدر قوّتنا.
إنَّ أهم ما يتصف به التعلق المَرضي هو الخوف من رفض الآخرين لنا والرغبة في السيطرة عليهم؛ولذا نجد أنفسنا نحرص بشدة على التمسك بالشيء خوفاً من فقدانه، ومعروف أنَّ الخوف طاقة سلبية تجذب إلينا المشكلات والمنغصات واليأس.
وهذا لا يعني أن نتخلّى عن مسؤوليتنا تجاه الأشياء، أو نتخلّى عن رغباتنا، بل نتخلّى عن التعلق الشديد بالأشياء، لكن حسبنا أننا نهتم بالعملية لا بالنتائج الذي نترجمه في حسن التوكل على الله.
إنَّ التعلق المَرضي بالأشياء يُبعدنا عن التواصل مع ذواتنا الروحية، ويربطنا بذواتنا السفلى متوهّمين أننا مسؤولون عن النتائج وأننا مَن يصنعها؛ حتى نغدو وكأننا ننسى أن الله هو من يحمينا ويرزقنا ويشفينا ويلهمنا.
مع أن كل ما علينا فعله أننا نأخذ بالأسباب، وندعو الله بإيقان وكأننا نرى نور الإجابة، ونُفكّر بإيجابية، ونفصل أنفسنا عن النتائج.
نحن لا نتخلّى عن أحلامنا، أو رغباتنا، بل نجعل بيننا وبينها مسافةً؛ فالتعلق الشديد أو الحرص الزائد؛ يجعلنا نعتقد أننا نحن مَن يخلق تلك النتائج.
إنَّ التعلق الشديد يُقوِّي رغبتنا في التحكم بالظروف، ويصيبنا بالقلق والخوف واليأس؛ فيضيع جهدنا في تلك المشاعر السلبية بدل التركيز على الطريق الذي نسير فيه بعد اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق الأهداف والغايات.

سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

تعليق واحد على “قانون الانفصال

فهد حامد الحازمي

درر يا أستاذ سليمان
كعادتك دائمًا تكتب بعمق وتتحسس بإحساسك حروفك وكلماتك وتنثرها بقلمك لتلامس لب الموضوع وجوهره
لتبعث عبر مقالاتك روشتة علاج تلامس التغيير
سلم قلمك 🌹🌹🌺🌺

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *