للألم نصيبٌ من حياتنا، مثله مثل الفرح.
فكلاهما يتقاسمان حضوراً سواءً رحبنا به، أو نفرنا منه.
وحتى نسير نحو تقليل مساحة هذا الحضور للألم؛علينا أن نفكر في كيفية الانعتاق منه بطريقةٍ واعية.
تكمن بداية الانعتاق من “كتلة الألم” في إدراكك بوجودها في داخلك.
ثم في مقدرتك على البقاء حاضراً بشكلٍ يُمَكنك من عيْش اللحظة، وهذا من شأنه أنْ يجعلك تلاحظ “كتلة الألم” في ذاتك كدفّقٍ ثقيل للعاطفة السلبية حين تصبح فعالة.
وحين تدركها لا يعود في إمكانها الزعم أنها أنت، وأن تعيش وتتجدد من خلالك.
إنه “حضورك” الواعي الذي يحطم التماهي مع “كتلة الألم”.
فحين لا تتماهى معها؛فإنها لا تعود مسيطرة على تفكيرك؛ وبالتالي لا تعود قادرة على تجديد نفسها عبر الاقتيات من أفكارك.
و”كتلة الألم” لا تتبدد في أغلب الحالات مباشرة، لكن ما أن تفصل العلاقة بينها وبين تفكيرك؛فإنها تبدأ بفقدان الطاقة.
فلا يعود تفكيرك غائماً بالعاطفة، ولا تعود إدراكاتك الحاضرة مشوهة بفعل الماضي. وعندئذ تغير الطاقة التي كانت عالقة في “كتلة الألم” ذبذباتها إلى “حضور”.
وبهذه الطريقة تصبح “كتلة الألم” وقوداً للوعي.
ولهذا السبب الكثير من الأفراد الأكثر حكمةً وتنويراً على كوكبنا كانت لديهم في السابق كتل ألم ثقيلة، ولكنهم بفضل اتّباع خطوات التحرر من كتلة الألم تمكنوا من الوصول بأرواحهم إلى الحكمة والتنوير.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي