الصلة بين تفكيرك ومشاعرك

مِنْ أشد الأمور خطورةً على الإنسان أنْ يعبر ذاته عبر أفكاره أو مشاعره وكأنها أخذتْ الصفة التي يتمثّل بها والهيئة التي يظهر عليها حتى غدتْ كينونة شخصيته.
وهذا الأمر ينبغي على الإنسان التنبُّه له وللأضرار الناجمة عنه.
فمثلاً، إذا كانت هنالك تعاسة في داخلك، فأنت تحتاج أولاً إلى أن تعترف بوجودها.
وحين تعبر عنها لا تقل: “إنني تعيس” فالتعاسة لا علاقة لها بماهيتك.
بل قل: “هنالك تعاسة في داخلي”
ثم تَحَرَّى أمرها.
فقد يكون هناك وضع معين وجدتَ نفسك فيه هو المسؤول عن هذا الشعور بالتعاسة. وربما يكون التحرك مطلوباً لتغيير هذا الوضع، أو لإخراج نفسك منه.
إذا لم يكن هناك ما يمكنك فعله؛ فعليك بمواجهة ذلك وقل: “حسناً، في الوقت الحالي هذه هي حقيقة الأمر. يمكنني إما تقبُّل الوضع ومن ثم الشروع في معالجته على نحوٍ بَنّاء، أو أنْ أُدخلَ التعاسة إلى نفسي “.
إنَّ السبب الرئيس للتعاسة ليس الوضع الذي تجد نفسك فيه، بل فكرتك عنه التي تقودك إلى كيفية التعامل معه.
لذا يكون أفضل أفكارك عن هذا الوضع هو ما يكون محايداً.
فهذا الوضع، وها هي أفكاري عنه، وبدلاً من اختلاق القصص، التزمُ بالحقائق وابدأ في التعامل وفق هذه الحقائق بما يحقق لي نتائج مثمرة على المدى الطويل.
على سبيل المثال، فإن عبارة “إنني مدمر” هي كناية عن قصة.
وهي تعمل على تقييدك ومنعك من التصرف بفعالية.
بينما عبارة: “أخفقتُ في الاختبار نتيجة ضعف استعدادي له” هي واقع ويتحتم عليّ مواجهته بصورة جيدة.
ومواجهة الوقائع دائماً تعزز قوة المرء، لكن حذارِ من أنَّ ما تفكر به يؤثر إلى حدٍّ كبير في مشاعرك.
فمن الوعي أن تتضح لك الصلة بين تفكيرك ومشاعرك، وبدلاً من أن تكون ماهيتك هي ذاتها أفكارك ومشاعرك، كُنْ أنت الوعي الذي يقف خلفهما ويُديّر حركتهما بحكمةٍ وبصيرة وصولاً إلى خروجك من أزمتك.

سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

4 تعليق على “الصلة بين تفكيرك ومشاعرك

نفاع بن مهنا بن ماضي الصحفي

قال جل شأنه : ( إن الإنسان خلق هلوعاً . إذا مسه الشر جزوعا . و إذا مسه الخير منوعا . إلا المصلين ) ؛ فاضبط صلاتك تنضبط انفعالاتك .
و ما توفيقي إلا بالله .

Salma Alqrafi

مقالة رائعة

سلمان عايض علي الحارثي

ماشاء الله تبارك الله
أنت الوعي وأنت التفكير الذي نعيشه من خلال كتاباتك وأفكار
وفقكم الله لكل خير شكرا ياحبيبنا

نفاع بن مهنا بن ماضي الصحفي

كثيراً ما أجد هذا عند الحوار مع بعضهم إذ يتعصب لرأيه حتى لو ظهر له الحق ساطعاً ، و فيما أرى أن السبب نفسي و هو أن هذا المتعصب يربط رأيه بذاته و بكرامته و هذا من أعجب و أشد الأمور سخفاً التي نواجهها في مناظراتنا مع عديمي النضج هؤلاء …
حبذا أخي سليمان لو كتبت لنا بتوسع في هذا الشأن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *