غازي علي.. رحلة صداقة من الوجدان

قبل أيام فقدت صديقًا عزيزًا كنت معه في رحلة صداقه نبعت من الوجدان ، قطعنا خلالها مشوارًا من عمرنا لفترة من الزمن، تلقيت نبأ رحيله فأنخرطت في رحلة مختلفة تماماً تقلبت فيها بين أوجاعي وسألت نفسي وأنا غارق في أحزاني بفراقك يا أعز الناس وأنبل الناس ، كنت حبيبًا وصديقًا وأخًا أكبر لي لم تلده أمي ، سألت نفسي يا غازي ماذا يمكنني أن أقدم لك وأنت قد فارقت دنيانا الفانية ورحلت إلى دنيا خالدة بين يدي المولي عز وجل، وهل أملك شيء أقدمه أمام قضاء الله وقدره المحتوم والذي هو ختام لمسيرة كل إنسان، لم أجد خيرًا من الدعاء لك بأن يتغمدك الله برحمته ويسكنك فسيح جناته ويغفر خطاياك ويبدلها لك حسنات إنه على كل شيء قدير.

أخي الحبيب لا أملك إلا أن أقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (إنا لله وإنا إليه راجعون) إن هذه الكلمات تبرد حرارة لحظة الفراق التي كتبها الله علي عباده لا أملك إلا الدعاء لك أن يبدلك الله دارًا خيرًا من دارك وحياة خيرًا من حياتك ونعيمًا مقيمًا خالدًا، وأن يجعلك الله من أهل الفردوس الأعلى.

كانت تجمعني بك أخوه صادقه لأكثر من أربعين عامًا، وقبلها كنت استمع إليك في المذياع والتلفاز فتعلق قلبي بهذا الصوت الجميل والرخيم وانا في سن صغير حيث كانت تربطك علاقه مع أخوتي وإبن خالي فتأثرت كثيراً بفنك ولهيب ابداعتك وكلمات صاغها وجدانك وحنينك إلى الوطن أثناء غربتك، (ياروابي قباء، في ربوع المدينة، شربة من زمزم، وغيرها من الإبداعات).

أتذكر رحلاتنا سوياً خارج المملكة وما تعلمته منك من حسن خلق وتعامل راقي مع الآخرين ولا أنسى الايام الرمضانية الرائعة التي كنا نذهب فيها سويًا وخروجنا سويا قبل العصر الى منطقة جدة القديمة حيث كنا نسكن هناك ونتذكر الماضي وتتقلب اتراحنا من عبق الماضي الذي عشناه طفولتنا ومرحلة من شبابنا وأسستمتعنا بكل لحظاتها ببراءة الطفولة.

عزائي لأسرتك الكريمة ولوطننا الغالي فيما قدمته من ابداعات لاتنسى وسوف تكون في وجداننا وعقولنا، ولكل من تربطك به معرفة أو صداقة كان وقودها دماثة خلقك وحسن معشرك، واسال الله أن يعوض من فقدك خيرًا ويمنحنا الصبر والسلوان.

عبدالمجيد امين السيد

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *