المتأمل للعالم الذي بداخلنا يجد أنه عالم من الفكر والمشاعر والقدرات، ومن النور والحياة والجمال.
وبغض النظر عن كون هذا العالم غير مرئي؛ فإن قدراته جبارة وعظيمة.
فالعالم الخارجي هو انعكاس للعالم الداخلي.
فما نراه في الخارج هو ما كان موجوداً أصلاً في الداخل.
ففي العالم الداخلي يمكن الوصول إلى حكمة متفردة وقدرة عظيمة وكم لا نهائي من كل ما نحتاجه، ينتظر كشف النقاب عنه وتطويره والتعبير عنه.
إننا إِنْ أدركنا إمكانات هذا العالم الداخلي؛ فإن إمكاناته ستتجلى في العالم الخارجي.
فإذا وجدنا الحكمة في عالمنا الداخلي، سيتكون لدينا الفهم لتمييز القدرات الرائعة الكامنة في هذا العالم، وسنُمّنَح القدرة على تحقيق هذه الإمكانيات في عالمنا الخارجي.
أنه عندما نعي هذه الحكمة الداخلية، ونستحوذ عليها عقلياً؛ سنمتلك القدرة والفطنة التي ستُتَرّجم إلى كل ما هو ضروري ولازم لأفضل شكل من رقينا المتناغم.
وبهذا تكون الحياة انكشاف وليست تراكم.
فما يأتينا في عالمنا الخارجي هو ما كنا بالفعل نمتلكه في العالم الداخلي.
وعليه؛ فكل تَملُّك يستند على وعي، وكل كسب إنما هو نتيجة وعي مُتَنامٍ، وكل فَقْدٍّ هو نتيجة وعي متناثر ومتناقض.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي